كواليس قرار رفض الحسين عموتة تدريب منتخب العراق

منذ ٢ أسابيع ٤٩

وضع المدرب المغربي الحسين عموتة (54 عاماً) حداً للشائعات، حين قرر عدم مغادرة نادي الجزيرة الإماراتي، رغم العرض المغري من الاتحاد العراقي لكرة القدم من أجل تولي تدريب أسود الرافدين خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم المقررة إقامتها في أميركا وكندا والمكسيك عام 2026، إذ إن قرار الرفض تحكمت فيه عوامل إنسانية وعاطفية أكثر من الجوانب المالية أو التقنية.

ووفقاً لمعلومات حصل عليها "العربي الجديد"، الأربعاء، من مصدر مسؤول بنادي الجزيرة الإماراتي، والذي رفض ذكر اسمه، فإن قرار المدرب المغربي برفض عرض تدريب العراق، رغم السماح له بذلك، لم يكن مرتبطاً بعامل مهني أو احترافي أو حتى مالي، بدليل أن الاتحاد العراقي كان مستعداً لإغرائه براتب خيالي، بل اتخذه بناء على معطيات وجدانية لها علاقة بمنتخب الأردن، الذي ترك بصمته معه في بطولة كأس أمم آسيا العام الماضي.

وأضاف المصدر أن المدرب المغربي رفض عرض تدريب العراق، بصرف النظر عن علاقته الجيدة برئيس الاتحاد المحلي، لعدة اعتبارات، أولها أنه لا يريد أن يواجه يوماً لاعبي منتخب النشامى الذين تربطهم به علاقات استثنائية وتواصلهم معه باستمرار، فيما يرجع السبب الثاني إلى وجود مواطنه جمال السلامي، أحد أقرب المدربين المغاربة منه، على رأس الجهاز الفني لمنتخب الأردن.

أما العامل الثالث، فيعود أساساً إلى التقدير الذي يكنه للجماهير الأردنية وأيضاً وفائه لمنتخب الأردن ومسؤولي الاتحاد الأردني، وهي عوامل كانت كافية لإغلاق الباب نهائياً أمام عرض تدريب منتخب أسود الرافدين في هذه الفترة بالذات. وتابع المصدر قائلا: "لا يريد عموتة أن يصطدم بلاعبي الأردن ومواطنه جمال السلامي في التصفيات الآسيوية، وأكثر من ذلك يعمل على إجهاض حلمهم ببلوغ المونديال الذي أصبح قريباً من منتخب النشامى أكثر من العراق".

وبحسب معطيات "العربي الجديد"، فإن الاتحاد العراقي جهز عرضاً مالياً ضخماً للمدرب المغربي عموتة وجهازه الفني، ومنحت له صلاحيات واسعة، كما استخدمت قنوات تلفزيونية رسمية ومنابر إعلامية متعددة، وأيضاً تدخلات لشخصيات نافذة في الإمارات، بغرض إقناعه، لكن القرار النهائي إلى حدود اللحظة كان الرفض، عبر تمسكه بخيار البقاء برفقة الجزيرة الإماراتي.

وتشير هذه المعلومات إلى أن عموتة كان سيقبل تدريب العراق لو لم يكن منتخب الأردن طرفاً، وهو ما أكده لمسؤولي الاتحاد العراقي أثناء التفاوض معه، وهو القرار الذي قد يزيد من شعبيته لدى الجماهير الأردنية التي اعتبرت هذه الخطوة دليلاً على وفاء رجل لم ينس جميل منتخب الأردن واللحظات الرائعة التي تقاسمها معه، رغم مغادرته إياه بطريقة مفاجئة لا يعلم خلفياتها سوى اللاعبين والمقربين منه.

وبحسب مصدر "العربي الجديد" في الاتحاد العراقي لكرة القدم، رفض ذكر اسمه، فإن المدرب المغربي الحسين عموتة تراجع عن قراره بتدريب منتخب العراق بعدما منح موافقة مبدئية على ذلك، وأظهر المصدر نفسه أن الاتحاد العراقي كان قريباً من إعلان الصفقة عصر أمس الثلاثاء بعدما جهز البيان الرسمي الخاص بذلك، لكن عموتة تواصل مع رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال، ليبدي اعتذاره عن عدم تدريب أسود الرافدين، معللاً ذلك بالوضع الصحي لزوجته الذي يحتم عليه البقاء قريباً منها في أبوظبي، إضافة إلى ارتباط أبنائه بمدارس خاصة هناك. 

وبعدما أظهر درجال استعداده لتذليل كل هذه الصعوبات، عاد عموتة ليرمي الكرة في ساحة مساعديه وبأنهم اعتذروا عن المهمة بعدما منحوه الموافقة على ذلك. وختم المصدر بأن الاتحاد كان قد جهز مبلغ الصفقة واتفق مع أحد البنوك التي يتعامل معها في بغداد على تحويل الأموال للإمارات بعد منح الضوء الأخضر، لكن في النهاية جاء قرار عموتة ليضع حداً لقصة منتخب العراق مع المدرب المغربي قبل أن تبدأ.

قراءة المقال بالكامل