حثّت مجموعة من نحو 200 محامٍ فرنسي، اليوم الجمعة، على القضاء على التمييز الجنسي في قاعات المحاكم، الذي قالوا إن محامي جيرار ديبارديو استخدمه للدفاع عن الممثل الفرنسي خلال محاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين أثناء تصوير فيلم Les Volets Verts (الستائر الخضراء) للمخرج جان بيكر عام 2021، وهما مصممة ديكور عمرها 54 عاماً وعُرفت باسم أميلي فحسب، ومساعدة مخرج تبلغ من العمر 34 عاماً.
واستخدم جيريمي أسوس أسلوب دفاع عدوانياً غير معتاد منذ بدء محاكمة ديبارديو، إذ وصف المشتكيتَين بـ"الكاذبتَين" و"المُصابتَين بالهستيريا"، واتهمهما بالعمل من أجل "النسوية المُتعصبة" وتقديم قضيتهما لجذب انتباه الإعلام فحسب، كما وصف النسويات المُتظاهرات خارج قاعة المحكمة بأن "نصف أدمغتهنّ مبتور".
رسالة ضد محامي ديبارديو
في الرسالة المفتوحة، قال زملاء أسوس إن استراتيجيته تجاوزت "حتى أكثر التفسيرات سخاءً لحق الدفاع"، مؤكدين أن محامي ديبارديو "استغلّ التمييز الجنسي وكراهية النساء" لتشويه سمعة المُدّعين وفريقهم القانوني، وجاء في الرسالة أنه "لا يُمكن السماح بالتمييز الجنسي ضد المحامين في قاعات المحاكم بعد الآن".
واستنكرت الرسالة "الصمت المُطبق" لمسؤولي المحكمة تجاه تصريحات أسوس، وكذلك غياب أي رد فعل من نقابة المحامين رغم شكاوى الفريقين القانونيين للمحاميتين، وأضافت الرسالة أن "القضاء الذي يتسامح بالصمت مع التمييز الجنسي، لأسباب محاسبية أو إدارية، لا يُلبي تحديات هذا العصر"، وعلى النظام القانوني "احترام المرأة لكونها امرأة، وخاصةً عندما تكون حاضرة في هذا المجال بوصفها محاميةً".
ورطة جيرار ديبارديو
قد يزيد هذا الحادث الطين بلة في قضية ديبارديو، أحد أبرز نجوم السينما الفرنسية، وأبرز شخصية تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات جنسية في فرنسا في إطار حملة مي تو المناهِضة للعنف الجنسي. وإلى جانب المتشيكتين أعلاه، وجّهت قرابة 20 امرأة اتهامات لديبارديو خلال السنوات الماضية بممارسات غير لائقة، تتنوع بين التحرش والاعتداء الجنسي، لكن مساراتها القضائية أغلقت بسبب التقادم، وقضية المرأتين هي الأولى التي تُحال إلى المحاكمة.
