أكدت وكالة "بلومبيرغ" أن مصر زادت إمدادات الغاز الطبيعي من حقولها إلى محطات الإسالة في دمياط وإدكو، ورجح أن تعاود القاهرة تصديره، وأن تنطلق أول شحنة غاز طبيعي مسال من إدكو في غضون عام. وقالت الوكالة، نقلاً عن مصادر مطلعة على إنتاج الغاز المصري، إن آخر تقارير الإنتاج أشارت إلى استئناف تدفقات الغاز إلى منشأتين لتصدير الغاز الطبيعي المسال في مصر، في خطوة غير عادية بعد أن اضطرت البلاد إلى اللجوء إلى الاستيراد لتلبية الطلب المحلي.
وقالت المصادر إن عمليات تسليم الغاز المغذي لمحطتي دمياط وإدكو انتعشت، مضيفة أنه قد يكون من الممكن تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من إدكو في غضون عام تقريبا. وكانت مصر تُصدر الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2018، وتحدث المسؤولون حيئنذ عن طموحات بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة خاصة الغاز المسال إلى المنطقة وأوروبا، لكن الإنتاج انخفض بصورة مفاجئة.
وبسبب نقص الغاز المحلي لجأت مصر إلى الاستيراد من إسرائيل وقبرص لتلبية الطلب المحلي بعدما لجأت إلى قطع الكهرباء عن المصريين إلى ما بين ساعة وثلاث ساعات. حيث أدى تقادم حقول الغاز في البلاد، إلى جانب ارتفاع الاستهلاك المحلي، إلى إجبار مصر، على وقف صادراتها منه والتوجه إلى السوق العالمية، حتى أصبحت تنافس المشترين في آسيا وأوروبا على شرائه، خاصة خلال أشهر الصيف عندما يرتفع الطلب على الوقود بسبب الحاجة إلى تكييف الهواء، وفق موقع "دبا فاينانس"، وحالياً تتطلع إلى العودة مصدرةً للغاز الطبيعي المسال.
وكان تقرير لنشرة الطاقة "ميس" MEES توقع في 21 فبراير الماضي أن تبدأ مصر بتسجيل خسائر إضافية في الغاز أكثر من المكاسب خلال العامين المقبلين على الأقل، على أن تشهد مصر بحلول عام 2027 زيادة قد تسمح بالتصدير، بعد تشغيل حقلين آخرين هما "نرجس" و"نور". لكن تقريراً آخر لـ "ميس" في 21 مارس الجاري، أكد انخفاض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 20% على أساس سنوي ليصل إلى 4.3 مليارات قدم مكعبة يومياً في يناير، مسجلاً أدنى مستوى شهري له منذ ديسمبر 2016. وذكر التقرير أنه "وفقاً لأحدث البيانات، لا تظهر أي مؤشرات على تباطؤ وتيرة التراجع". وتبني مصر آمالها في عكس اتجاه انخفاض الإنتاج على حقلي "نرجس" و"نور" اللذين من المتوقع أن يبدأ تشغيلهما في عام 2027 بإجمالي إنتاج 500 مليون قدم مكعبة يومياً، كما سيبدأ مشروع "الكنج" التابع لشركة بي بي، بإنتاج يبلغ نحو 200 مليون قدم مكعبة يومياً، في أوائل عام 2027.
ويعلق المسؤولون المصريون آمالاً على بئر نفتاري التي اكتشفتها شركة إكسون موبيل مؤخراً، وتقدر احتياطياتها بنحو 3-4 تريليونات قدم مكعبة. وأكدت "ميس"، نقلاً عن بيانات وزارة البترول، انخفاض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى له منذ ثمانية أعوام ليصل إلى 4.87 مليارات قدم مكعبة يومياً في عام 2024، بانخفاض قدره 16% على أساس سنوي، أو ما يقرب من مليار قدم مكعبة يومياً.
وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، يوم 25 فبراير، عبر موقعها الإلكتروني، إنها بدأت أعمالاً جديدة في 3 آبار بحقل ظهر للغاز في البحر المتوسط، بهدف زيادة معدلات الإنتاج، بعد تسجيل إنتاج مصر من الغاز أدنى مستوياته منذ ثماني سنوات. وانخفض إنتاج الحقل من ذروته التي بلغت 2.76 مليار قدم مكعبة يومياً في الربع الثالث من عام 2021، إلى أقل من ملياري قدم مكعبة يومياً خلال النصف الأول من عام 2024، وفق إحصاءات رسمية.
وتبلغ احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي 6 مليارات قدم مكعبة يومياً، فيما يبلغ إنتاجها اليومي نحو 4.2 مليارات قدم مكعبة وتستهدف الحكومة زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنهاية العام الجاري لنحو 4.8 مليارات قدم مكعبة يومياً، وهو ما تعول على تحقيقه من خلال تنمية حقل ظهر.
