30 عاماً على بلايستيشن... داخل المنزل خارج الخيال

منذ ٢ شهور ٤٣

يُفاجأ مستخدمو مشغل الألعاب المنزلي بلايستيشن في إصداراته الجديدة بحضور شاشة التشغيل التي تعود إلى أول نسخة من الجهاز، وذلك احتفالاً بمرور ثلاثين عاماً على إطلاق المشغّل الذي يمكن القول إنه غير تاريخ ألعاب الفيديو، لكونه أول جهاز تشغيل اعتمد على القرص المدمج لتخزين الألعاب، وليس الشرائط، كحالة "نينتيندو" مثلاً.

ثلاثون عاماً من الالتصاق بالشاشة للعب لساعات، منذ أن كانت التصاميم بدائية إلى حد إمكانية عدّ البيكسلات على الشاشة، انتهاء بتلك المفرطة في الواقعية، إذ استفادت ألعاب الفيديو من التطور التكنولوجي دائماً، إلى حدّ اعتبارها سبّاقة في كثير من التقنيات، وتوظيفها في اللعب قبل أن تنتقل إلى الحياة اليوميّة، أو تستعير منها تكنولوجيا أخرى.

ريادة ألعاب الفيديو هذه وتقنياتها، لم تدخل فقط في منافسة بين شركات الألعاب، بل شركات الاتصالات عموماً، فحين أنتجت شركة نوكيا الهاتف المحمول N-gage عام 2005، صدر في العام نفسه، في أميركا، جهاز PSP، ثم توقف إنتاجه عام 2015. خلال هذه السنوات، دخلت الشركات في منافسة حول أفضل جهاز للعب عبر جهاز محمول. طبعاً شركات الاتصالات خسرت هذه المنافسة، التي خاضتها "بلايستيشن" و"نينتيندو".

بالعودة إلى "بلايستيشن" وغيرها، نذكر أن هذه المنصات هي أول من ابتدعت مفهوم الـBinge، أو التسمّر لساعات أمام الشاشة للعب، ليتحوّل التلفاز من منصة للمشاهدة إلى منصة للتفاعل، فضلاً عن أنها خلقت نشاطاً اجتماعياً داخلياً بين الأطفال (والبالغين أيضاً)، يتمثل في الاجتماع للعب داخل المنزل، مهدّدة بذلك صالات اللعب الخارجية Arcade، حيث اللعب نشاط يحدث خارج المنزل، ويكلّف نقوداً، أكثر بكثير من مجرد شراء لعبة والغرق فيها لأيام.

ارتبط اسم "بلايستيشن" بالعديد من الألعاب التي تستعرضها المنصة ضمن أرشيفها الرقمي حالياً، بعد تراجع استخدام الأقراص المضغوطة، منها Tekken، لعبة القتال الشهيرة التي صدرت عام 1994، وما زالت نسخها الجديدة إلى الآن مستمرة، بل إن قواعد اللعب في البطولة العالميّة للعبة تضع مشغّل "بلايستيشن 5" بوصفه أول خيار للعب.

المنافسة بين "بلايستيشن" وغيرها من مشغلات الألعاب ومنصات اللعب عبر الحاسوب في صراع دائم على الريادة، واحتكار بعض الألعاب، كحالة God Of War، اللعبة الشهيرة التي نختبر فيها رحلة كرايتوس نحو السيادة على عالم الآلهة، والتي تثير سجالات بين اللاعبين مع كلّ إصدار جديد، كونها حكراً على "بلايستيشن"، لكن في محاولة للتسوية وإرضاء اللاعبين هناك بعض الألعاب التي تعمل على عدد من المشغلات المختلفة (Cross platform gaming)، بل وتتيح اللعب مع آخرين عبر شبكة الإنترنت عبر منصات أخرى.

لا يخلو تاريخ "بلايستيشن" من الفضائح. وكأي شركة عالمية عابرة للقارات، الأمر يتعلق دوماً بحقوق المستهلكين. آخر الاتهامات، هو دعوى بقيمة 7.9 مليارات دولار رفعها مستهلكون يتهمون الشركة باستغلالهم والاحتكار ورفع الأسعار. انتقاد آخر حول المشغّل يتعلق بالحق بالألعاب التي يشتريها المستخدم، لكونه لا يمتلك قرصاً صلباً، بل يشتري رخصتها، بالتالي إغلاق الشركة أو قرار المنصة بحذف اللعبة يمنع المشتري من استخدامها، ما أثار تساؤلات حول ملكية اللعبة: هل نشتريها نفسها ونلعبها إلى الأبد؟ أو نستأجرها لفترة غير محدودة ويكمن فقدانها إن أغلقت الشركة؟ وفي ظل الاتصال الفائق بين اللاعبين ورغبة الشركات في الربح، تظهر تحديات جديدة تتعلق بالدفع الدائم أثناء اللعب للحصول على أزياء أو أدوات أكثر، وهي الممارسة التي لم تكن موجودةً سابقاً حين كانت الألعاب Offline، تلك التي بمجرد أن تشتريها تصبح ملكك، ويمكن اللعب في أي قت وأي مكان من دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت.

تحاول الشركة منذ سنوات دخول سوق المنافسة طرح تكنولوجيا جديدة، خصوصاً مع تقنيات الواقع الافتراضي تلك أو الكاميرات الحساسة للحركة التي تُدمج مع الشاشة، لتتحوّل الغرفة بأكملها إلى مساحة للعب، الذي لم يعد يقتصر على الأصابع التي تمسك قبضة المشغّل، بل تعتمد على حركة الجسد بأكمله.

قراءة المقال بالكامل