يواجه نادي الزمالك المصري واحدة من أصعب الفترات في تاريخه، بعدما ظهرت فجأة وضربت جدرانه، إثر تراكم كبير للأزمات والأخطاء، حتى أصبح بقاء مجلس إدارة النادي، برئاسة حسين لبيب، مرفوضاً جماهيرياً، مع مخاوف من ضياع البطولات هذا الموسم.
وفجّرت خسارة الزمالك أمام بيراميدز بثلاثة أهداف نظيفة، في اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة 11 من الدوري المحلي لموسم 2024-2025، بركان الغضب، وكشفت النقاب عن أربعة أسباب وراء أعنف أزمة يمرّ بها الزمالك في السنوات الأخيرة.
المأزق المالي
يتصدر أسباب حالة التراجع الكبير وأزمة الزمالك في 2025، المأزق المالي الذي ضرب النادي ومجلس إدارته، وباتا يملكان مبرراً لعدم حسم صفقات "سوبر" بأرقام مالية ضخمة لدعم صفوف الفريق، والمبرّر هو الديون المتراكمة على النادي في صورة غرامات للاعبين ومدربين سابقين وأندية أخرى، مثل خالد بوطيب وأتشيمبونغ وسبوريتنغ لشبونة ومساعدي جوزوالدو فيريرا، التي تخطت خمسة ملايين دولار أميركي، أي ما يزيد على ربع مليار جنيه مصري، إضافةً إلى تعرض النادي للإيقاف الدولي مرات عدة عن قيد لاعبين، وهو ما تسبب في التحول إلى إبرام صفقات مغمورة.
الارتباك الإداري
يتمثل السبب الثاني لأزمة الزمالك الطاحنة بحالة الارتباك الإداري التي يعيشها النادي الذي يظهر أمام الرأي العام حالياً وهو يدار من جهات عدة غير مجلس إدارته، إذ يملك ممدوح عباس رئيس النادي السابق نفوذاً كبيراً، ويدير ملف تجديد عقود اللاعبين في ظل تحمله تكلفة مالية تخطت 300 مليون جنيه حسب ما أظهرت حسابات النادي المالية، بين رواتب العمال والمدربين واللاعبين، كما ظهر "لوبي" ثانٍ يدير ملف الصفقات الجديدة إلى النور في الساعات الأخيرة، ويضم عناصر من الزمالك، مثل عمرو الجنايني رئيس اتحاد الكرة السابق، وميدو نجم الزمالك السابق، وهو ما ضرب مصداقية المجلس الحالي أمام الجماهير، خاصة في ظل ضم المجلس عضوين من لاعبي الكرة السابقين، راهنت الجماهير أن يقدما إضافةً، وهما أحمد سليمان وحسين السيد.
تجديد زيزو والنجوم
يتمثل السبب الثالث في الأوضاع داخل الفريق، إذ فشلت إدارة الزمالك في تجديد عقد نجمها الكبير أحمد مصطفى زيزو، الذي تراجع مستواه في الفترة الأخيرة بصورة ملحوظة، بسبب تسريب مفاوضاته مع النادي، وطلبه الحصول على 80 مليون جنيه راتباً سنوياً، ورفض الإدارة تلبية هذا الطلب، وتفاوض أندية أخرى معه، منها الأهلي، ما كان له تأثير سلبي على علاقته بالجماهير التي انقلبت عليه، وهاجمته بعنف مع بقية اللاعبين في المباراة الأخيرة، وزاد الطين بلة عدم تجديد إدارة النادي عقد أي لاعب من النجوم الذين تنتهي تعاقداتهم الموسمَ الجاري، مثل عبد الله السعيد ومحمود حمدي الونش، بخلاف عدم سداد مستحقات اللاعبين المالية لفترة طويلة، ما ساهم في هبوط حالتهم المعنوية، والسقوط أمام مودرن سبورت، ثم بيراميدز، وفقدان فرصة الوصول إلى صدارة الدوري المحلي في دوره الأول.
فشل الصفقات في الزمالك
أما فشل صفقات صيف 2024 فتمثل أزمة رابعة في نادي الزمالك الذي عانى من إخفاق شبه جماعي في صفقات اللاعبين بميركاتو صيف 2024، الذين تم التعاقد معهم والرهان عليهم، على حساب صفقات "سوبر" طلبتها الجماهير، مثل أشرف بن شرقي. وشهدت انطلاقة الموسم الجاري تجربة غير موفقة للفلسطيني عمر فرج، رأس الحربة وأغلى الصفقات، المُعار لأحد الأندية السويدية، واختفاء تام للبولندي كونراد ميشالاك الوافد من نادي أحد السعودي، والثنائي الأفريقي تحت السن سيدي ندياي وجيفرسون كوستا، بالإضافة إلى إصابات بالجملة لاحقت محمد حمدي الوافد من إنبي عبر الإعارة، بينما نجح فقط المغربي محمود بن تايك في الظهور ضمن تشكيلة الزمالك لفترة، والتألق برفقة الفريق الأبيض، قبل إصابته مؤخراً.
