600 ألف شخص يتظاهرون في الولايات المتحدة ضد سياسات ترامب

منذ ٢١ ساعات ١٩

تحت شعار "ارفعوا أيديكم"، خرج مئات الآلاف من الأميركيين في 50 ولاية، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، في تظاهرات ومسيرات ضخمة للمطالبة بوقف تدخل إدارة الرئيس دونالد ترامب في شؤون حياتهم، مؤكدين رفضهم لسياساته المتعلقة بالتعليم، والوظائف، والاقتصاد، والديمقراطية. وشارك في التظاهرات تحالف يضم أكثر من 150 منظمة، فيما وصفت الفعالية بأنها أكبر حشد في يوم واحد منذ عودة ترامب إلى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2020. وامتدت الاحتجاجات إلى نحو 1200 موقع في مختلف الولايات الأميركية.

وبلغ إجمالي من سجلوا للمشاركة في التظاهرات ما يقارب 600 ألف شخص، وذلك حسبما أعلنت المنظمات المشاركة في التحالف، الذي يضم منظمات الحقوق المدنية، وقدامى المحاربين، وجمعيات حقوق المرأة، والنقابات العمالية. وقال المنظمون إن لديهم ثلاثة مطالب رئيسية: وقف سيطرة أصحاب المليارات على السلطة، ووضع حد لخفض الأموال الفيدرالية المخصصة للرعاية الطبية والضمان الاجتماعي وغيرها من البرامج، ووقف الهجمات على المهاجرين والفئات المهمشة في المجتمع.

وشهدت العاصمة الأميركية تظاهر عشرات الآلاف ضد سياسات الرئيس دونالد ترامب، مؤكدين أنها تهدد الخدمات العامة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان. وتجمّع المتظاهرون في ناشونال مول حول نصب واشنطن التذكاري، وأشارت التقديرات إلى أن الأعداد تجاوزت 70 ألف مشارك، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى نحو 20 ألفاً فقط. ورفع المشاركون لافتات "احموا دستورنا"، "ارفعوا أيديكم عن حقوقنا"، "لا لمشروع 2025"، "أيها العالم، نحن آسفون"، "لا نريد ملكًا"، و"باسم الإنسانية، نرفض الفاشية".

ووجه عضو الكونغرس الديمقراطي، جيمي راسكين، في كلمة له أمام المتظاهرين بالعاصمة واشنطن، انتقادات حادة لترامب وأسلوب قيادته، وقال: "لقد كتب مؤسسونا الدستور بحيث يبدأ بعبارة نحن الشعب، وليس نحن الدكتاتوريين". فيما سلطت رئيسة حملة حقوق الإنسان كيلي روبنسون الضوء على تأثير التخفيضات في التمويل التي قامت بها إدارة ترامب، مشيرة إلى أنها أثرت بالمرضى والفقراء، كذلك عززت الهجمات على المهاجرين، وأثرت بالتنوع المجتمعي. أما النائبة إلهان عمر، فقالت في كلمتها: "إذا كنتم تريدون بلدًا نرعى فيه الفقراء، ونضمن مستقبل أطفالنا، ونعتني بجيراننا، فعلينا النضال من أجله. وإذا كنتم تريدون بلدًا يؤمن بالقانون والإجراءات القانونية اللازم اتباعها، فعلينا النضال من أجله. وعلينا النضال من أجل بلدنا".

من جانبها، قالت جيسيكا، مزارعة من ولاية فيرجينيا، في حديثها مع "العربي الجديد": "أقيم على بعد خمس ساعات، وقُدت سيارتي اليوم إلى العاصمة للمشاركة في التظاهرة، للدفاع عن حقي في مستقبل أفضل، وفي الدفاع عن الديمقراطية. وأعتقد أن الإجراءات التي يتخذها الرئيس دونالد ترامب قد تؤثر بمستقبل البلاد بأكملها، لذا يجب رفضها". أما لينتون، فقال: "أشعر بخيبة أمل في حكومتنا، بسبب ترك الأغنياء يستولون على بلادنا. وفي غضون بضعة أشهر، قد يتمكنون من تخفيض الضرائب على الأغنياء، بينما سيدفع الفقراء والشركات ثمنًا كبيرًا بسبب التعرفات الجمركية". وأضاف: "مجرد التفكير في أن تكون لأميركا علاقة بفكرة الاستيلاء على كندا، وغرينلاند، وبنما، أمر سخيف وفاشي".

أما مولي، فقالت لـ"العربي الجديد": "عمري 74 عاماً، وشاركت في الاحتجاجات منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري. وأشعر بالخوف واليأس من سياسات دونالد ترامب، بعد أن أصبحت حقوقي مهددة، سواء حقي في التصويت، أو في الحياة الكريمة، إذ أخشى على أموال الضمان الاجتماعي، التي تُعَدّ مصدر دخلي الوحيد، كذلك أخشى على حقي في حرية التعبير، التي تتراجع حالياً في البلاد، وحقي في الديمقراطية، التي يقول دستورنا إنها أساس بلدنا". وأضافت: "لن أتحمل الحياة في بلد استبدادي".

كنديون يتظاهرون على الضفة الأخرى من النهر

وشهدت مدن ولاية ميشيغان تظاهرات حاشدة ضد سياسات الرئيس الأميركي، شارك فيها الآلاف. وبينما كان الأميركيون يتظاهرون في مدينة ديترويت، على جانب النهر الفاصل بين أميركا وكندا، كان مواطنون كنديون على الجانب الآخر من الضفة يتظاهرون لدعم الأميركيين في تحركهم ضد ترامب.

كذلك شهدت مدن نيويورك، ولوس أنجليس، وبوسطن مشاركات عشرات الآلاف، تحت شعار "ارفعوا أيديكم عن ديمقراطيتنا". وفي مدينة شارلوت، بولاية كارولينا الشمالية، شارك المتظاهرون في احتجاجات ضد سياسات ترامب المتعلقة بالضمان الاجتماعي، والتعليم، والهجرة، وغيرها من القضايا.

قراءة المقال بالكامل