آلاف الفلسطينيين يبدؤون العودة إلى شمال غزة بعد أكثر من 15 شهراً من النزوح القسري

منذ ٢ شهور ٣٨

بدأ آلاف الفلسطينيين العودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله بعد أكثر من 15 شهرا من النزوح القسري نتيجة الحرب الإسرائيلية على سكان القطاع، وسط مشاعر من الفرح الممزوجة بالتحديات والصعوبات، في ظل الدمار الواسع الذي طال منازلهم ومناطقهم بسبب القصف الإسرائيلي.
وتأتي عودة النازحين بعد أن شرعت قوات الجيش الإسرائيلي في الانسحاب من محور نتساريم، الذي أنشأه الاحتلال مع بدء عملياته البرية في 27 أكتوبر 2023.
ورغم تعب الطريق وطول الانتظار، وتأثيرات الحرب التي قضت على قوتهم، تدفق آلاف الفلسطينيين في الساعات الأولى من تنفيذ بند العودة المتفق عليه في وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية /حماس/ والكيان الإسرائيلي، عائدين من جنوب القطاع إلى شماله.
وقد شهدت الأيام التي سبقت العودة استعدادات مكثفة لتأمين الطرق والمناطق، حيث عملت الجهات المعنية على تجهيز المرافق والبنية التحتية لضمان سلامة العائدين وتسهيل عودتهم في ظل الظروف الصعبة.
وفي هذا السياق، قال محمود بصل المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، إن طواقم الجهاز بالتعاون مع الهيئات البلدية، ولجان الطوارئ في مدينة غزة، قامت بتجهيز الطرق والمداخل والشوارع التي سلكها العائدون من جنوب القطاع إلى شماله.
وأوضح في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن فرق الدفاع المدني قامت بفتح بعض الشوارع والمنافذ لتسهيل عبور النازحين من الجنوب باتجاه الشمال، مشيرا إلى أن النازحين قطعوا 10 كيلومترات على الأقل سيرا على الأقدام باتجاه الشمال في ظروف صعبة.
وأفاد بأنه تم التعاون مع فريق من هندسة المتفجرات في الشرطة، بغرض إزالة العديد من القذائف والصواريخ من مخلفات الاحتلال والتي كانت ملقاة في شارع الرشيد، وتشكل خطرا على حياة العائدين.
بدوره، ذكر سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن أكثر من 5 آلاف موظف حكومي يعملون على تسهيل عودة النازحين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى مدينة غزة وشمال القطاع.
وأكد معروف في حديث لـ/قنا/ أن جميع المؤسسات في حالة طوارئ وجهوزية تامة لاستقبال النازحين، وتقديم الخدمات العاجلة، مشددا على أن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135,000 خيمة وكرفان بشكل فوري وعاجل، في ظل تجاوز نسبة الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في المحافظتين أكثر من 90 بالمئة.
وعبر مجموعات تسير بالآلاف، تدفق الفلسطينيون من مختلف الأعمار مشيا على الأقدام، حاملين اليسير من أمتعتهم الشخصية، عقب السماح لهم بالعودة من خلال طريق الرشيد الساحلي في مدينة غزة، بينما انطلق موكب طويل من السيارات والمركبات الخاصة، مخترقا محور نتساريم عبر شارع صلاح الدين المدمر نحو مدينة غزة.
وأعرب العديد من العائدين إلى ديارهم عن فرحتهم بهذه العودة التي طال انتظارها رغم فقدانهم لآلاف الضحايا وإصابة آلاف الجرحى إلا أنهم كانوا واثقين بأن الاحتلال سيرحل، بفضل صمود وثبات أهالي القطاع.
وقد عبرت إحدى السيدات في حديثها لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، عن فرحتها بالعودة قائلة: لم أكن أتوقع أن يأتي مثل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى منزلي أو ما تبقى منه في مدينة غزة.
وأضافت: بالنسبة لي ولأطفالي، اليوم هو يوم عيد، أعود لزوجي الذي بقي صامدا في المدينة وحيدا. صحيح أننا فرحون، لكن الحسرة تغمر قلبي لأن منزلي الذي تعبنا طيلة حياتنا لبنائه تم تدميره بشكل كامل، لقد قضيت الحرب في خيمة، وسأعود للعيش في خيمة، لكن هذه المرة لست نازحة بل في مدينتي التي عشت فيها مع أسرتي.
وبدوره عبر أحد الشبان في تصريح مماثل لـ/قنا/ عن سعادته الغامرة بالعودة إلى شمال قطاع غزة رغم الإصابة التي تعرض لها خلال الحرب.
وقال:"منذ بداية الحرب وأنا أنتظر هذه اللحظة، واليوم أعود وأنا مصاب إلى شمال قطاع غزة، بعد أن قضيت الحرب نازحا ومصابا في قصف استهدف مخيمنا في خان يونس جنوب القطاع، رغم القتل والدمار، رغم إصابتي التي ستلازمني بقية حياتي، لكنني سأبني خيمة فوق منزلي المدمر في مخيم جباليا، سأبقى هناك، ولن نكرر تجربة اللجوء أو التهجير".
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، بين الكيان الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

قراءة المقال بالكامل