كتبت- أسماء البتاكوشي:
رغم إعلان جماعة أنصار الله في اليمن "الحوثيون"، وقف الهجمات في البحر الأحمر، في يناير الماضي، وعبور 6 سفن تابعة للولايات المتحدة وإنجلترا عبر البحر الأحمر في التاسع من يناير 2025 دون أي تهديدات، فإن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول أخرى، إضافة إلى التعقيدات التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، أثرت سلبًا على حركة الملاحة بالبحر الأحمر، وبالتالي انعكس على قناة السويس.
وأكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن تصريحات ترامب الأخيرة وأزمة حالة اللا يقين التي تحيط باتفاق الهدنة في المرحلة الثانية أثرت سلبًا على حركة الملاحة في البحر الأحمر، موضحًا أن التوقعات كانت تشير إلى تحسن كبير في الملاحة، لا سيما أن الحوثيين كان آخر هجماتهم في البحر الأحمر في الثاني من ديسمبر 2024، وأعلنوا في 19 يناير الماضي وقف العمليات الهجومية بعد اتفاق غزة.
وأضاف ربيع، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن هناك مؤشرات أخرى كانت تدل على تحسن الأوضاع، مثل عبور 6 سفن تابعة للولايات المتحدة وإنجلترا عبر البحر الأحمر 9 يناير 2025، إذ أفادوا بأن السفن عبرت دون أي تهديدات، معتبرين ذلك مؤشرًا على أن التهديد في البحر الأحمر بدأ يتراجع.
ويقول ربيع إنه في 2 فبراير 2025، عبرت ناقلة النفط "كريساليس"، التي ترفع علم ليبيريا، بعدما تعرضت لهجوم من الحوثيين في اليمن في يوليو 2024، وذلك في واحدة من أولى الرحلات منذ إعلان الحركة وقف الهجمات على السفن غير المرتبطة بإسرائيل، لافتًا إلى أن كل المؤشرات كانت تدل على أننا نتجه نحو حالة من الهدوء في منطقة البحر الأحمر وعودة الملاحة، ورغم ذلك لا تزال السفن العملاقة تفضل تجنب المخاطر وتسلك طريق رأس الرجاء الصالح.
وبشأن تقرير "ميرسك" الأخير"، لفت إلى أن شركات الملاحة تطالب بمزيد من التأكيدات حول أمان الملاحة في البحر الأحمر، قائلًا: "عقدنا اجتماعات مع 32 شركة ملاحة عالمية، وكانوا يقولون بأنهم ينتظرون مزيدًا من التأكيدات على سلامة الملاحة، وليس هناك تأكيدات أقوى من عبور السفن التي ذكرتها، فضلًا عن وقف الحوثيين هجماتهم، ما يعد مؤشرًا إيجابيًا"، موضحًا أنه يعتقد أنهم ينتظرون تطبيق المرحلة الثانية من الهدنة، إذ إن أي نقض لها قد يدفع الحوثيين إلى استئناف الهجمات.
وكانت شركة ميرسك الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن البحري في العالم، أكدت أن المخاطر الأمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لا تزال مرتفعة، مما يدفعها إلى تعديل مساراتها البحرية لضمان سلامة عملياتها، لافتة إلى أنها ستواصل الإبحار حول القارة الإفريقية عبر رأس الرجاء الصالح، بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر، إلى أن يتم ضمان عبور آمن ومستقر في المنطقة على المدى الطويل.
