أحمد الشرع: يضيق قلبي في القصر

منذ ١ أسبوع ١٤

كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع "رويترز"، أن قلبه يضيق في قصر الشعب، وهو القصر الرئاسي الذي يقيم فيه الرئيس السوري في دمشق، كما استغرب الشرع كيف خرج "كل هذا الشر" من القصر نفسه، في إشارة إلى الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في حق السوريين.

وقال الشرع: "بالصراحة، يضيق قلبي في هذا القصر. في كل زاوية منه، أستغرب كيف خرج كل هذا الشر منه تجاه هذا المجتمع".

وجاءت المقابلة في قصر الشعب بدمشق بعد أربعة أيام من الاشتباكات العنيفة بين موالين للنظام المخلوع وقوات الأمن السوري، حمّل خلالها الشرع جماعات موالية للأسد، يدعمها أجانب، مسؤولية إشعال الأحداث الدامية، لكنّه أقرّ بأن أعمال قتل انتقاميّة وقعت في أعقاب ذلك.

وأفادت "رويترز" بأن "صوت الشرع (42 عاماً)، وهو ابن لرجل ينتمي للتيار القومي العربي، كان يتجاوز بالكاد حد الهمس في بعض الأحيان خلال المقابلة التي أجريت معه بعد منتصف ليل الأحد". ولفتت الوكالة إلى أنه "بدا أن حاشيته من الشبان الملتحين ما زالوا يتكيفون مع البروتوكول في هذا المقر الفخم للسلطة".

وبخصوص أحداث الساحل، أقر الشرع بأن العنف الذي شهدته الأيام الماضية يهدد بعرقلة مساعيه للم شمل سورية. وتابع قائلاً: "الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على هذه المسيرة... وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع".

ولتحقيق هذه الغاية شكل الشرع "لجنة مستقلة"، وهي أول هيئة يشكلها تضم علويين، للتحقيق في عمليات القتل في غضون ثلاثين يوماً وتقديم الجناة للمساءلة. وأضاف أنه جرى تشكيل لجنة ثانية للمحافظة على السلم الأهلي والمصالحة بين الناس "لأن الدم يأتي بدم إضافي". وقال أحمد الشرع إنّ موالين للأسد ينتمون إلى الفرقة الرابعة من الجيش السوري التي يقودها ماهر شقيق بشار الأسد، وقوة أجنبية متحالفة هم من أشعلوا فتيل الاشتباكات يوم الخميس لإثارة الاضطرابات وخلق الفتنة الطائفية "لكي يصلوا إلى حالة من زعزعة الاستقرار والأمان في داخل سورية".

ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تبنى أحمد الشرع خطاباً تصالحياً تجاه جميع مكونات الشعب السوري بما في ذلك الأقليات، مقدماً نفسه باعتباره رجل سورية الأقوى حالياً والساعي إلى تخليص السوريين من نظام الأسد.

وأعلنت الحكومة السورية، اليوم الاثنين، انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني: "نعلن نجاح قواتنا في تحقيق جميع الأهداف المحددة للمرحلة الثانية". وأكّد تمكن قوات الأمن من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وتحطيم عنصر مفاجأتهم، مضيفاً: "تمكنّا من إبعادهم عن المراكز الحيوية، وأمّنّا غالبية الطرق العامة التي اتخذتها الفلول منطلقاً لاستهدف أهلنا المدنيين والأبرياء". وأعلن انتهاء العملية العسكرية التي انطلقت "بعد أن باتت المؤسسات العامة قادرة على بدء استئناف عملها وتقديم الخدمات الأساسية لأهلنا تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار".

وبدأت الحياة تعود تدريجياً إلى شوارع مدينتي اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري، وسط انتشار كثيف لقوى الأمن وتراجع أعمال العنف التي شهدتها مدن وبلدات عدة خلال الأيام القليلة الماضية. وأكّد أهالي مدن جبلة وبانياس والريف توقف أعمال العنف منذ انتشار قوات الأمن العام السوري، بالرغم من الخوف والقلق اللذين ما زالا مسيطرين على العديد من الأهالي، وخاصة الذين فرّوا من قراهم بأعداد كبيرة وما زالوا يحتمون في مناطق أخرى، من بينها مطار حميميم العسكري الروسي.

(رويترز، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل