أردوغان يتهم المعارضة بإثارة الفوضى في إسطنبول

منذ ٥ ساعات ١٧

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة المعارضة، ممثلة بحزب الشعب الجمهوري، بإثارة الفوضى في إسطنبول في ردة فعلها على توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ومسؤولين آخرين في قضايا فساد وإرهاب. وقال أردوغان، في كلمة له باحتفالية بمناسبة عيد النوروز في إسطنبول، إن "الحكومة لن تغض الطرف عن الذين يهددون أمن الشعب من أجل ثرواتهم ومسائلهم، والشارع الذي يدعو الشعب الجمهوري إلى التظاهر فيه هو طريق مسدود".

وما تزال تداعيات اعتقال إمام أوغلو إلى جانب 105 آخرين، واتهامه بتأسيس إدارة إرهابية، تهيمن على المشهد التركي، السياسي والاقتصادي، بعد تأكيد النيابة العامة في إسطنبول أنه تورط مع مجموعة من المتهمين في إجبار رجال أعمال على دفع أموال، وتحقيق مكاسب غير مشروعة، وتبييض أموال عبر وسطاء، واستخدام أشخاص مدنيين واجهاتٍ ماليةً سرية.

وخلال كلمته، قال أردوغان إنه "من غير المسؤول أن يدعو زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال الناس إلى الشارع بدلاً من الذهاب إلى قاعة المحكمة للدفاع في مواجهة تهم السرقة والسطو والاحتيال". وأوضح الرئيس التركي أن "مهاجمة الشرطة والادعاء العام وتحدي الديمقراطية واللجوء إلى وسائل معادية للديمقراطية لن يؤدي إلى نتيجة"، داعياً أوزال إلى "التصرف بمسؤولية ما دام أن لديه ثقة بنفسه".

ودعا أردوغان المعارضة إلى تفسير الاتهامات ومشاهد الأموال وتقديم شروحات بخصوص ذلك للرأي العام، مشيراً إلى أنه "إن لم يتمكنوا من ذلك فلا داعي لإزعاج الناس في الشوارع، فيما ستمنع الحكومة الإخلال بالنظام العام وأعمال التخريب". وشدد على أن "تركيا ليست دولة وجدت في الشوارع، ولن تستسلم لإرهاب الشوارع".

وتابع أردوغان: "من المحزن أن يفقد حزب الشعب الجمهوري، في ظل الإدارة الحالية، أهليته بسرعة بوصفه حزباً يمارس السياسة على أسسٍ مشروعة، وذلك بسبب علاقاته غير المنتظمة مع المنظمات غير الشرعية، والفساد الذي غرق فيه، ومواقفه التي تُشجع الانقلابيين، وخطاباته الإشكالية التي تُثير إرهاب الشارع". وقال إنه "من الواضح أن على حزب الشعب الجمهوري أن ينأى بنفسه ليس فقط عن قطاع الطرق الذين غزوا البلديات، بل أيضاً عن الهياكل الهامشية والمنظمات الإرهابية".

ودعا الرئيس التركي إلى "عدم اتباع هؤلاء ومهاجمة الشرطة، وتهديد القضاة والمدعين العامين الذين يؤدون عملهم، وممارسة الضغط على المحاكم، وتحدي الديمقراطية والإرادة الوطنية، واللجوء إلى وسائل غير قانونية وغير أخلاقية ومعادية للديمقراطية، أقول لهم لن تصلوا إلى أي مكان في هذا البلد".

وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا قد أعلن في وقت سابق اليوم إصابة 16 عنصراً من الشرطة أمس في أعمال شغب في التظاهرة التي شهدتها إسطنبول، فيما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع واعتقلت 53 متظاهراً، بحسب وزير الداخلية التركي، فيما كشف عن 326 حساباً في مواقع التواصل الاجتماعي تمارس التحريض.

من جانب آخر، دعا أوزال أنصار الحزب في كلمة له إلى التظاهر في عموم تركيا مساء اليوم تنديداً باعتقال إمام أوغلو والتحقيقات الجارية معه، وهو ما رد عليه زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي بضرورة احترام القضاء. ولاحقاً، أعلن أوزال في تصريح آخر تحديد 6 إبريل/ نيسان المقبل موعداً لمؤتمر عام طارئ لحزب الشعب الجمهوري، بعد اتهامات له بأن الحكومة تسعى إلى تعيين وصي قانوني على الحزب، فضلاً عن احتمال عدم ترشيح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية.

وأوضح أوزال أن هذه الخطوة تأتي من أجل تجديد الثقة بالحزب وقيادته "منعاً من سيطرة الحكومة على الحزب كما يتم مع البلديات بتعيين أوصياء قانونيين عليها". ومن المنتظر أن يجري حزب الشعب الجمهوري انتخابات داخلية لاختيار المرشح للانتخابات المحلية والمرشح الوحيد عنه، إمام أوغلو، فيما يواجه الحزب أيضاً تحقيقات بوجود تجاوزات في مؤتمره العام في العام 2023. وقال أوزال إن عملية توقيف إمام أوغلو منعت إطلاق حملته بعد تحديد 23 مارس/ آذار موعداً للانتخابات داخل الحزب، وينتظر أن يشارك فيها مليون و700 ألف منخرط في حزب الشعب الجمهوري.

في الأثناء، أعلنت ولاية أنقرة وإزمير منع التظاهر خلال الخمسة أيام المقبلة "من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العام"، في خطوة مماثلة لقرار ولاية إسطنبول، التي كانت منعت التظاهر 4 أيام. واتخذت ولاية إسطنبول قراراً اليوم بإغلاق شوارع في قلب إسطنبول منعاً لحصول تجمعات وتظاهرات ومصادمات، وذلك في المناطق الحيوية من المدينة لمدة 24 ساعة.

قراءة المقال بالكامل