قالت جامعة كولومبيا إن الرئيسة المؤقتة للجامعة كاترينا أرمسترونغ استقالت من منصبها في وقت تواجه فيه الجامعة التي تتخذ من نيويورك مقرا ضغوطا شديدة من الحكومة والمدافعين عن حقوق الإنسان بخصوص كيفية تعاملها مع احتجاجات داعمة للفلسطينيين العام الماضي.
وذكرت الجامعة في بيان، أمس الجمعة، إن أرمسترونغ ستعود لقيادة مركز إيرفينغ الطبي التابع للجامعة. ولم تذكر سببا لهذا التغيير. وجاء في البيان "تم تعيين الرئيسة المشاركة لمجلس الأمناء كلير شيبمان رئيسة قائمة بالأعمال اعتبارا من الآن، وستعمل حتى يكمل المجلس بحثه عن رئيس".
وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد ألغت 400 مليون دولار من التمويل الاتحادي لجامعة كولومبيا، زاعمة الجامعة لم تقم بما يكفي لمكافحة معاداة السامية وسلامة الطلاب وسط احتجاجات شهدها الحرم الجامعي في العام الماضي على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ووافقت جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي على إجراء التغييرات التي طالبت بها إدارة ترامب، مما أثار غضب المدافعين عن حقوق الإنسان الذين وصفوا ذلك بأنه اعتداء على حرية التعبير. ووضعت الجامعة قسم دراسات الشرق الأوسط تحت الإشراف، تنفيذاً لرغبة إدارة ترامب التي اشترطت وضعه تحت الوصاية لإعادة التفاوض على التمويل الفيدرالي، ووافقت على حظر ارتداء الأقنعة، ومنح 36 ضابط شرطة في الحرم الجامعي صلاحيات جديدة لاعتقال الطلاب.
وفي رسالة بريد إلكتروني على مستوى الحرم الجامعي في ذلك الوقت، كتبت أرمسترونغ أن أولوياتها هي "تعزيز مهمتنا وضمان عدم انقطاع الأنشطة الأكاديمية وجعل كل طالب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين آمنين ومرحبا بهم في حرمنا الجامعي".
وقب نحو أسبوعين، نشر "العربي الجديد" تسعة مطالب حددتها إدارة ترامب شروطاً مسبقة لبدء المفاوضات حول إعادة التمويل الفيدرالي، غير أن جامعة كولومبيا تطوعت، بالإضافة لهذه المطالب التسعة، باتخاذ إجراءات إضافية زعمت أنها لتشجيع المزيد من التنوع الفكري في هذه الجامعة المصنفة ضمن أفضل عشر جامعات عالمياً. وكانت إدارة ترامب قد جمّدت، في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي المخصّص للجامعة، بزعم تقاعسها المستمر عن "حماية الطلاب اليهود"، وساومت الجامعة بضرورة الالتزام بإجراءات محددة قبل بدء التفاوض على إعادة التمويل.
وتضمنت الإجراءات المحددة، التي اشترطتها لإعادة التمويل الفيدرالي فرق عمل فيدرالية لمكافحة معاداة السامية بالجماعات المشكلة طبقاً لأمر تنفيذي للرئيس ترامب، فصل طلاب لمدة طويلة، وإيقافهم، وهو ما فعلته الجامعة بالفعل قبل نحو أسبوعين مقدمةً لتنفيذ مطالب إدارة ترامب، وتضمّنت الإجراءات الأخرى "حظر وضع الكمامات الذي يهدف إلى إخفاء الهوية أو ترهيب الآخرين، وحمل بطاقة هوية الجامعة معها، وتحديد قواعد شاملة للسلوك لمنع تعطيل الدراسة والبحوث والحياة الجامعية، ومحاسبة المجموعات الطالبية المعترف بها أو غير المعترف بها والمتورّطة في انتهاكات سياسة الجامعة، من خلال تحقيق رسمي، وإجراءات تأديبية، والطرد بحسب الحاجة، ومعالجة التمييز ضدّ الصهيونية واليهود مع وضع تعريف رسمي لمعاداة السامية وإصداره".
كما تضمنت المطالب أنه يتحتّم على الجامعة "ضمان تمتّع سلطات الأمن فيها بسلطة إنفاذ القانون كاملة، بما في ذلك اعتقال وإبعاد المحرّضين الذين يعزّزون بيئة عمل أو دراسة غير آمنتَين أو عدائيتَين، أو يتدخّلون بأيّ شكل آخر في عملية التدريس أو سير العمل في الجامعة، و"وضع قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا تحت الوصاية الأكاديمية مدّة خمس سنوات على الأقلّ، وتقديم خطة إصلاح شامل لأنظمة القبول، مع وجوب تضمّنها استراتيجية لإصلاح ممارسات قبول الطلاب الجامعيين، والتوظيف الدولي، وقبول الدراسات العليا بما يتوافق مع القانون والسياسات الفيدرالية".
وكانت جامعة كولومبيا في قلب احتجاجات الحرب على غزة في صيف 2024 التي انتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وطالب المحتجون بإنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة وحثوا كلياتهم على سحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل.
(رويترز، العربي الجديد)
