استقرت أسعار النفط، اليوم الجمعة، لكنها تتجه لتسجيل ثاني أسبوع على التوالي من المكاسب بدعم من حالة التفاؤل إزاء التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما تراجعت أسعار الذهب وتتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في ستة أشهر، إذ قلّص ارتفاع الدولار وانحسار المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية من جاذبيته كملاذ آمن. ودفعت قوة الين مقابل الدولار الأسهم اليابانية للهبوط. وعادة ما تؤثر قوة الين على أسهم الشركات التي تركز على التصدير إذ تقلل من قيمة الأرباح التي تحققها في الخارج عند تحويلها إلى العملة اليابانية.
وانحسرت مخاوف حدوث ركود عالمي، بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للنفط في العالم، على تهدئة الحرب التجارية بينهما لمدة 90 يوماً يقومان خلالها بخفض الرسوم الجمركية بشكل حاد، مما أدى إلى تهدئة الحرب التجارية. وقال بنك باركليز في مذكرة إنه لم يعد يتوقع سقوط الاقتصاد الأميركي في حالة من الركود في وقت لاحق من العام، وعدّل توقعاته للنمو بالرفع. وأضاف "باركليز"، في المذكرة التي صدرت في وقت متأخر أمس الخميس، أنه يتوقع الآن نمو الاقتصاد الأميركي 0.5% هذا العام و1.6% العام المقبل، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى سالب 0.3% وإلى 1.5% على الترتيب.
كما أدى انحسار الضبابية وتحسّن المشهد الاقتصادي إلى رفع "باركليز" توقعاته للنمو في منطقة اليورو. ويتوقع البنك الآن نمواً اقتصادياً ثابتاً هذا العام، مقارنة بتوقعه انكماشاً 0.2% في السابق، مشيراً إلى أنه لا يزال يتوقع ركوداً فنياً في منطقة اليورو في النصف الثاني من عام 2025، ولكن مع انكماش النمو بنسبة أقل من التوقعات السابقة. وقال "باركليز" في المذكرة "بشكل عام، لا نزال متشائمين حيال توقعات النمو في منطقة اليورو لأن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة للغاية، والمفاوضات بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا تزال عند مستوى فني، ولا توجد مؤشرات على إحراز تقدم".
النفط يستقر
وخلال تعاملات الجمعة، نزلت العقود الآجلة لخام برنت سنتاً واحداً إلى 64.52 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 03:26 بتوقيت غرينتش، فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتين إلى 61.64 دولاراً. وتراجعت الأسعار بأكثر من 2% في الجلسة السابقة بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة "تقترب" من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وإن طهران وافقت "نوعاً ما" على بنوده. ومع ذلك، قال مصدر مطلع على المحادثات، لوكالة رويترز، إنه لا تزال هناك نقاط تباين يتعين الاتفاق بشأنها.
وكتب محللو "آي إن جي" في مذكرة أنه إذا تم رفع العقوبات عن إيران نتيجة لإبرام اتفاق نووي، فإن مخاطر الإمدادات ستقل، إذ إنّ هذا سيسمح لإيران بزيادة إنتاجها النفطي وإيجاد مشترين أكثر استعدادا لشرائه. وأضافوا أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة المعروض بنحو 400 ألف برميل يومياً. ورغم التداعيات المحتملة على الإمدادات، ارتفع كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بواحد في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الخميس، إنها تتوقع ارتفاع الإمدادات العالمية 1.6 مليون برميل يومياً خلال هذا العام، بزيادة 380 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة، مع قيام السعودية وأعضاء آخرين في تحالف أوبك+ بإلغاء تخفيضات الإنتاج. وتوقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، على الرغم من رفع طفيف لتوقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2025 بنحو 20 ألف برميل يومياً.
الذهب يفقد بريقه
وهبط الذهب في المعاملات الفورية، اليوم الجمعة، 0.1% إلى 3235.59 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:27 بتوقيت غرينتش. ونزل الذهب بأكثر من 2% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 3239.20 دولاراً. وزاد الدولار 0.4% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق رابع مكاسب أسبوعية على التوالي. وتجعل قوة الدولار الذهب المسعر به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 32.61 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3% إلى 992.55 دولاراً، وتراجع البلاديوم 0.7% إلى 961.50 دولاراً.
قوة الين تهبط بالأسهم اليابانية
وفي أسواق المال، تراجعت الأسهم اليابانية، اليوم الجمعة، متأثرة بارتفاع الين، كما توخى المستثمرون الحذر بعد أن تجاوز المؤشر نيكي المستوى النفسي المهم عند 38000 نقطة هذا الأسبوع. وانخفض المؤشر نيكي 0.25% إلى 37659.39 بحلول منتصف التعاملات لكنه يتجه للصعود 0.4% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن محققا بذلك خامس مكاسب أسبوعية على التوالي. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.19% إلى 2733.8 ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية 0.2%.
وقال سييتشي سوزوكي كبير محللي سوق الأسهم لدى "توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري" "ارتفع المؤشر نيكي إلى 38000 من حوالي 31000 فيما يزيد قليلاً عن شهر. ولا يعتقد معظم المستثمرين أن المؤشر سيستمر في الارتفاع بنفس الوتيرة". وارتفع الين 0.3% إلى 145.2 مقابل الدولار اليوم الجمعة. وعادة ما تؤثر قوة الين على أسهم الشركات التي تركز على التصدير إذ تقلل من قيمة الأرباح التي تحققها في الخارج عند تحويلها إلى العملة اليابانية.
الدولار يتراجع
وتراجع الدولار بالتزامن مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، اليوم الجمعة، بعد أن عززت مفاجآت سلبية في بيانات اقتصادية أميركية هذا الأسبوع الرهانات على المزيد من خفض أسعار الفائدة هذا العام من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وبدأ الأسبوع بمزيج من الظروف المواتية في السوق تصدرتها هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين دفعت الدولار إلى الارتفاع، إلا أن حالة البهجة سرعان ما تبددت. وقال كبير محللي العملات الأجنبية والاقتصاد الكلي في "كونفيرا" جورج فيسي "تتزايد التكهنات مرة أخرى بأن الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب يفضّل الدولار الأضعف، مما قد يضغط على الحكومات الأخرى للسماح لعملاتها بالارتفاع في المفاوضات التجارية".
وأضاف فيسي: "لطالما كان يُنظر إلى ضعف العملة الآسيوية مقابل الدولار على أنه ميزة للمصدرين الإقليميين، وهو الموقف الذي سعت الإدارة إلى تحديه". وفي السوق الأوسع، كافح الدولار من أجل استعادة موطئ قدمه بعد انخفاضه خلال الليل في أعقاب بيانات أظهرت انخفاض أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في إبريل/ نيسان. جاءت أرقام مؤشر أسعار المنتجين في أعقاب قراءة معتدلة لأسعار المستهلكين في وقت سابق من الأسبوع، مما عزز الرهانات على أن البنك المركزي الأميركي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام. وارتفع اليورو 0.26% إلى 1.2130 دولار، وزاد الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.3325 دولار.
وانخفض الدولار مقابل مجموعة من العملات الرئيسية الأخرى 0.2% إلى 100.57، وإن كان يتجه صوب تحقيق مكسب أسبوعي طفيف بفضل زيادة حادة بنسبة 1.3% سجلها يوم الاثنين. وتتعامل الأسواق الآن مع احتمال خفض المركزي الأميركي للفائدة بمقدار 57 نقطة أساس بحلول ديسمبر/ كانون الأول بعد بيانات أمس الخميس، ارتفاعاً من 49 نقطة أساس من قبل. وواصل عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات انخفاضه الذي بلغ نحو سبع نقاط أساس، مساء أمس الخميس، وسجّل تراجعاً طفيفاً في أحدث تعاملات بلغ 4.4217%. وتراجع الدولار 0.33% مقابل الين إلى 145.30 يناً وهو ما يتماشى مع اتجاه السوق الأوسع نطاقاً. وزاد الدولار الأسترالي 0.39% إلى 0.6430 دولار، في حين ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.6% إلى 0.5910 دولار.
(رويترز، العربي الجديد)
