أطباء تونسيون في فرنسا يشكون من تمييز

منذ ٢ أيام ٢٢

يشارك عشرات الأطباء التونسيين في فرنسا في احتجاجات ضدّ التمييز اللاحق بهم، على أساس نظامَي الأجور والعمل، بعد سنوات في المستشفيات الفرنسية الداخلية. وفي الأيام الماضية، خاض مئات الأطباء الحاصلين على شهادات من خارج الاتحاد الأوروبي في فرنسا إضراباً عن الطعام لمدّة ثلاثة أيام، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"الظروف غير المنصفة"، من بينهم أطباء تونسيون من شرائح عمرية مختلفة، ويعترض الأطباء المحتجّون على التمييز في نظام أجور الأطباء وعلى إلزامهم باجتياز مناظرة الكفاءة بعد سنوات من ممارسة المهنة.

وتُعَدّ فرنسا الوجهة الرئيسية لهجرة الأطباء الشبان في تونس، إذ يجتاز سنوياً مئات من خرّيجي كليات الطب التونسية مناظرة الكفاءة التي تفتح لهم أبواب التوظيف في المستشفيات الفرنسية، في إطار خطة تعزيز القطاع الصحي التي تنفّذها الحكومة الفرنسية. لكنّ رئيس جمعية الأطباء التونسيين بفرنسا مختار زغدود يحذّر من أنّ الأطباء غير الحاصلين على شهادة الكفاءة يواجهون ظلماً في نظام الأجور، إذ لا تتجاوز رواتبهم الشهرية 1500 يورو (نحو 1620 دولاراً أميركياً) في حين يتقاضى نظراؤهم الفرنسيون أجوراً أعلى بكثير.

ويقول زغدود لـ"العربي الجديد" إنّ "السلطات الفرنسية قبلت في السنوات الماضية بتوظيف أطباء من جنسيات من خارج الاتحاد الأوروبي من دون شرط اجتياز مناظرة الكفاءة المهنية؛ لسدّ الشغور في مستشفياتها وتعزيز نظامها الصحي، غير أنّ هؤلاء صاروا مطالَبين باجتياز مناظرة الكفاءة بعد سنوات من العمل واكتساب الخبرة"، ويشير زغدود إلى أنّ "عشرات الأطباء التونسيين خاضوا احتجاجات وصلت إلى حدّ الإضراب عن الطعام مع زملاء لهم من جنسيات مختلفة، للمطالبة بتسوية أوضعاهم ووضع حدّ للتمييز في نظام الأجور والحصول على عقود عمل مجزية".

وعلى الرغم من أهمية مناظرة الكفاءة المهنية، يفيد رئيس جمعية الأطباء التونسيين بفرنسا بأنّ "الأطباء التونسيين أظهروا كفاءات مهنية عالية من خلال ممارستهم المهنية في المستشفيات الفرنسية، وهم يشرفون على تكوين الأطباء الداخليين والمقيمين"، مشيراً إلى أنّ "مطالبتهم باجتياز مناظرة الكفاءة بعد سنوات من الممارسة المهنية أمر غير عادل".

وتعاني فرنسا منذ سنوات من نقص حاد في عدد الأطباء بعدد من المناطق لمواجهة الأزمة، وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، استعانت مراكز الاستشفاء الفرنسية بأطباء من خارج الاتحاد الأوروبي، عدد منهم عمل في ظروف صعبة. وفي وقت سابق، وعد وزير الصحة الفرنسي يانيك نودر بأنّ بلاده سوف تعمل لتبسيط الإجراءات الحالية لمناظرة الكفاءة في إطار الاستعداد لاختبارات عام 2025، وشرح أنّ "الهدف من ذلك أخذ التزام الأطباء حاملي الشهادات من خارج الاتحاد الأوروبي، في المستشفيات الفرنسية، بعين الاعتبار".

وأعرب وزير الصحة الفرنسي عن رغبته في تطوير مسابقة اختبار الكفاءات من أجل زيادة عدد الأطباء الممكن استقطابهم في المؤسسات الصحية، لتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية، وأضاف أنّ "مشاورات سوف تُجرى قريباً مع الأطراف المعنية من أجل إصلاح مسابقة اختبارات عام 2025، من خلال إنشاء مسار داخلي مبسّط للمرشّحين الذين يعملون بالفعل في مؤسسات صحية في فرنسا".

ويبيّن رئيس جمعية الأطباء التونسيين بفرنسا أنّ "النظام الصحي الفرنسي يعتمد بصورة كبيرة على الأطباء الأجانب"، لافتاً إلى أنّ "الأطباء التونسيين يتصدّرون سنوياً قوائم الحائزين على شهادات الكفاءة"، يضيف زغدود، في سياق متصل، أنّ "عدم اجتياز مناظرة الكفاءة لا يقلّل من القيمة العلمية للأطباء التونسيين الذي يكتسبون خبرات مهمّة عن طريق الكفاءة، واستناداً إلى التكوين الأكاديمي الجيّد الذي يحصلون عليه في كليات الطب في تونس".

قراءة المقال بالكامل