استيقظت الولايات المتحدة على كابوس مناخي جديد، حيث ضربت أعاصير قوية وعواصف رياح عنيفة أجزاء واسعة من البلاد، مخلفةً دمارا كبيرا وقلقا متزايدا بين السكان، في عاصفة بدأت مسيرتها عبر السهول الوسطى قبل أن تمتد شرقا وجنوبا حاملة معها أعاصير مدمرة، ورياحا تصل سرعتها إلى 80 ميلا في الساعة (128 كم/س)، ومخاطر الفيضانات المفاجئة، حيث وصفها خبراء الأرصاد بـ«الوحش المتعدد التهديدات».
ووفقاً لخدمة الطقس الوطنية (NWS)، فإن المناطق الأكثر تضررا تشمل ولايات الجنوب العميق مثل لويزيانا وميسيسيبي وألاباما، حيث أُبلغ عن العديد من الأعاصير التي اجتاحت المجتمعات المحلية، مخلفةً منازل مدمرة وانقطاعا واسعا للتيار الكهربائي. وأفادت التقارير الأولية في ميسوري بسقوط ضحايا بعد أن ضربت أعاصير متفرقة مدنا مثل رولا، بينما تسببت الرياح القوية في تطاير الحطام وانقلاب شاحنات على الطرق السريعة في تكساس وأوكلاهوما.
ورفع المركز الوطني لتوقع العواصف (SPC) مستوى التحذير إلى «معتدل» و«عالٍ» في بعض المناطق، محذراً من «أعاصير طويلة الأمد قد تكون عنيفة»، خصوصاً في ولايات ساحل الخليج الوسطى. في الوقت نفسه، أدت الرياح العاتية إلى اشتعال حرائق غابات في السهول الجنوبية، حيث أُجبرت مجتمعات في أوكلاهوما وتكساس على الإخلاء مع انتشار النيران بسرعة غير مسبوقة بسبب الظروف الجافة.
وأعلنت مدن الشرق في الولايات المتحدة، مثل واشنطن العاصمة وفيلادلفيا، أنها تستعد لموجة من الأمطار الغزيرة والرياح القوية مع اقتراب العاصفة من الساحل الشرقي، ما يثير مخاوف من فيضانات مفاجئة. وحث مسؤولو الطوارئ السكان على البقاء في أماكن آمنة وتجنب السفر، محذرين من أن «الليلة قد تشهد ذروة الخطر».
حتى الآن، أبلغت السلطات عن عشرات الآلاف من انقطاعات الكهرباء، مع تقارير أولية تشير إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية. ومع استمرار العاصفة في مسارها، يبقى السؤال المحير: هل ستتمكن الولايات المتحدة من احتواء هذا التهديد الطبيعي المتفاقم؟
وأفادت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية بأن الأعاصير العنيفة والرياح العاتية دمرت منازل ومدارس وأسقطت مقطورات جرارة، وأودت عاصفة عاتية وسط وجنوب الولايات المتحدة بحياة ما لا يقل عن 32 شخصاً، وتم العثور على جثث خمسة أشخاص متناثرة بين الأنقاض في مقاطعة واين بولاية ميسوري التي تضررت بشدة.
ومن المتوقع أن تؤثر الظروف الجوية القاسية على منطقة يسكنها أكثر من 100 مليون نسمة، حيث تُهدد الرياح بعواصف ثلجية في المناطق الشمالية الباردة، وتُفاقم خطر حرائق الغابات في المناطق الأكثر دفئاً وجفافاً جنوباً.
وصدرت أوامر بإخلاء بعض مجتمعات أوكلاهوما بعد أن تم الإبلاغ عن أكثر من 130 حريقا في جميع أنحاء الولاية، وتضرر أو دُمّر نحو 300 منزل. وصرح الحاكم كيفن ستيت في مؤتمر صحفي السبت بأن مساحة 689 كيلومترا مربعا احترقت، مُعلناً أنه فقد منزله في مزرعة شمال شرق مدينة أوكلاهوما.