وسط جدال بيئي وحقوقي، افتتحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مركز احتجاز جديداً للمهاجرين غير النظاميين في منطقة إيفرغليدز الطبيعية للأراضي الرطبة الاستوائية الواقعة في الجزء الجنوبي من ولاية فلوريدا، أُطلق عليه اسم "أليغاتور ألكاتراز". ويأتي ذلك في سياق خطّة ترامب لـ"السيطرة على الهجرة والمهاجرين"، التي أعلنها منذ تسلّمه ولايته الثانية لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية في العشرين من يناير/ كانون الثاني 2025.
وأوضح المدّعي العام الجمهوري لولاية فلوريدا جيمس أوثماير، في تدوينة نشرها أخيراً على موقع إكس، أنّ "أليغاتور ألكاتراز سيبدأ باستقبال مئات الأجانب غير الشرعيين من ذوي السوابق الجنائية"، مضيفاً أنّ "المحطة التالية: العودة من حيث أتوا".
I’m joining President Trump this morning for the launch of Alligator Alcatraz—a new illegal alien detention facility in the heart of the Everglades—one way in and one flight out!
Get your gear to show support: https://t.co/i5JLtmRiGD
ونُقل المهاجرون المعنيون إلى مركز الاحتجاز هذا الواقع في جنوب شرق الولايات المتحدة الأميركية في حافلات، أمس الأربعاء، علماً أنّ هذه المنشأة أُقيمت في نطاق مطار يُستخدَم لأغراض التدريب، تتّسع عند تشغيلها بالكامل لنحو ثلاثة آلاف محتجز، بحسب ما أعلن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس.
يُذكر أنّ هذه المنشأة شُيّدت في غضون ثمانية أيام فقط على مساحة تمتدّ على أكثر من 16 كيلومتراً مربعاً في وسط منطقة إيفرغليدز، تُراقَب بواسطة أكثر من 200 كاميرا ويحرسها 400 عنصر أمني، فيما سُيّجت بأكثر من 8 آلاف و500 متر من الأسلاك الشائكة.
وأفاد مسؤول في إدارة ترامب بأنّ نقل المهاجرين إلى "أليغاتور ألكاتراز" يأتي بموجب برنامج "287 جي" التابع للحكومة الاتحادية، مع العلم أنّ هذا البرنامج يُدار من قبل إدارة الهجرة والجمارك الأميركية ويمنح الشرطة المحلية صلاحية استجواب المهاجرين واحتجازهم تمهيداً لترحيلهم.
وكان ترامب قد توجّه، أوّل من أمس الثلاثاء، إلى ولاية فلوريدا لافتتاح مركز الاحتجاز الجديد، بحسب ما أفادت المتحدّثة باسمه كارولين ليفيت التي بيّنت أنّ "أليغاتور ألكاتراز" المخصّص لمن وصفتهم بأنّهم "مجرمون غير شرعيون" يقع في نقطة معزولة في قلب منطقة إيفرغليدز، وأنّه "محاط بحياة برية خطرة وبيئة قاسية" وثمّة طريقاً واحداً فقط يؤدّي إليه. أضافت ليفيت أنّ "هذا أسلوب فعّال ومنخفض التكلفة للمساهمة في تنفيذ أكبر حملة ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية"، مشيرة إلى أنّ بناء منشأة محاطة بالتماسيح من شأنه أن يمثّل رادعاً لأيّ محاولة هروب قد يفكّر بها المحتجزون مستقبلاً.
ويلفت اسم "أليغاتور ألكاتراز" إلى سجن "ألكاتراز" الشهير الواقع قبالة سواحل سان فرانسيسكو الأميركية، الذي أعلن ترامب قبل أسابيع عن رغبته في إعادة تشغيله لاحتجاز "المجرمين الخطرين" مستقبلاً. وسجن "ألكاتراز" الذي كان يُلقَّب بـ"الصخرة"، يُعَدّ من أكثر السجون "إثارة للرعب" في الولايات المتحدة الأميركية في الفترة الممتدة ما بين عامَي 1934 و1963، ومن شبه المستحيل الهروب منه، علماً أنّه كان يستقبل "أخطر المجرمين". أمّا اليوم، فقد تحوّل إلى متحف وملاذ طبيعي للطيور، ويحظى بحماية قانونية بوصفه موقعاً أثرياً وبيئياً.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
