أهالي جنوبي لبنان يصرّون على العودة رغم اعتداءات جيش الاحتلال

منذ ٢ شهور ٣٦

يواكب الجيش اللبناني لليوم الثاني على التوالي عودة أهالي جنوبي لبنان إلى القرى الحدودية، مع استمرار الزحف البشري، وسط رفض المواطنين استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم بعد انتهاء مهلة الستين يوماً التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وعلى الرغم من مواصلة جيش الاحتلال خروقاته، خصوصاً مع الإعلان عن تمديد الاتفاق لغاية 18 فبراير/ شباط المقبل، يستكمل الجنوبيون مسيرة العودة رغم المخاطر، بعدما شهد أمس الأحد يوماً دامياً بالرصاص الإسرائيلي، أدى إلى استشهاد 22 شخصاً، بينهم عسكري في الجيش اللبناني، وجرح 124 في حصيلة غير نهائية للاعتداءات.

وفي متابعة ميدانية للعودة، يقول مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إن "الجيش يواكب عودة الأهالي إلى القرى والبلدات الحدودية جنوبي لبنان التي خرج منها الاحتلال، وندعو الجميع إلى الالتزام بتوجيهاتنا حفاظاً على سلامتهم". ويضيف "الخروقات الإسرائيلية لا تزال مستمرة، من هنا أهمية التزام الناس بتوجيهات الوحدات العسكرية".

ويشير المصدر إلى أن "القرى التي دخلنا إليها حتى الساعة هي بني حيان، وحولا، وميس الجبل، ومارون الراس، وعيترون، ويارون، وراميا، والضهيرة، ويارين، وأم التوت، والزلوطية، والطيبة ودير سريان، وبيت ليف، وحانين، والقنطرة وعيتا الشعب، والقوزح". أما القرى التي لا تزال قيد الاحتلال، وفق المصدر، فهي اللبونة، ومروحين، وبليدا، ومحيبيب، ومركبا، وكفركلا، والعديسة، ورب ثلاثين، وطلوسة، وتلة الحمامص، وسردا، والوزاني، والعباسية، والمجيدية، وبسطرة، والسدانة، وبركة النقار، ودير ميماس".

بدء دخول الناس الى بلدة حولا في جنوب لبنان#نصر_من_الله #شعب_المقاومة_العظيم#رجعنا_راسنا_مرفوع#جنوب_العز ✌️✌️💛💛 pic.twitter.com/yKJC5pmQ7g

— sonya ayoub (@NismaAyoub2) January 27, 2025

من جهته، يقول رئيس بلدية كفرشوبا في جنوب لبنان قاسم القادري لـ"العربي الجديد"، "لقد دعونا المواطنين للعودة بشكل رسمي اليوم بإشراف الجيش اللبناني، لكن ظروف العيش غير متوفرة ونسبة الدمار كبيرة"، مستطرداً" "مع ذلك، المواطنون يريدون العودة رغم كل شيء، هذه أرضهم". ويشير القادري إلى أن حوالي 160 وحدة سكنية دُمّرت بشكل نهائي وهناك نحو 300 منزل متضرر بشكل مباشر وغير صالح للسكن، والبلدة متضررة كثيراً، فلا كهرباء، ولا مياه، ولا صرف صحياً، ولا طاقة شمسية، ولا حتى دكاكين".

سياسياً، عرض رئيس الجمهورية جوزاف عون، صباح اليوم الاثنين، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، التطورات في الجنوب، ونتائج الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القرى والبلدات المحتلة. وكان لبنان أعلن تمديد وقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى 18 فبراير، كاشفاً أن الولايات المتحدة الأميركية ستبدأ مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال ميقاتي في بيان منتصف ليل الأحد - الاثنين "تشاورت مع الرئيس جوزاف عون ورئيس البرلمان نبيه بري في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي المولج رعاية التفاهم على وقف اطلاق النار، وبعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم، والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، فإن الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه، واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير، كما تتابع اللجنة تنفيذ كل بنود تفاهم وقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701".

وختم: "إضافة إلى ذلك، وبناء على طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة الاميركية مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر". وجاء بيان الحكومة في لبنان، بعد إعلان البيت الأبيض مساء الأحد، أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي تراقبه الولايات المتحدة، سيظل ساري المفعول حتى 18 فبراير، وستبدأ الدول الثلاث مفاوضات لإعادة اللبنانيين الأسرى بعد 7 أكتوبر 2023".

وشكّل إعلان الحكومة اللبنانية منتصف الليل تمديد وقف إطلاق النار، حالة امتعاض في أوساط حزب الله وحركة أمل، خصوصاً أن موقف لبنان الرسمي كان رافضاً لذلك حتى ساعات المساء، وهو ما عبّر عنه عون بنفيه "المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلامية من أن العدو الاسرائيلي أبلغ لبنان أنه سيبقى في خمس نقاط حدودية لمدة 15 يوماً، مشدداً على أنه أبلغ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار رفضه لذلك.

ويقول عضو كتلة التنمية والتحرير (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) النائب قاسم هاشم لـ"العربي الجديد"، "لا قرار بتمديد وقف إطلاق النار، بل هناك توجّه إسرائيلي أميركي بذلك، ولن أعلّق على الموقف الذي صدر منتصف الليل". ويضيف هاشم "الناس مصرّون على العودة ونرى المشهد لليوم الثاني على التوالي، ومحاولة الدخول رغم تهديدات العدو، وأكبر دليل ميس الجبل، رغم منعهم من التقدم ها هم يدخلون اليوم بمواكبة الجيش اللبناني". ويشير إلى أن "لبنان بالمبدأ رفض التمديد، ولم أطلع على بيان الحكومة".

من جهته، يقول مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "التمديد الذي أعلن عنه لوقف إطلاق النار لا يعني تمديد بقاء جيش الاحتلال"، مؤكداً أن "العودة مستمرة".

قراءة المقال بالكامل