أوائل الثانوية لـ "الشرق": لحظات تكلل رحلة عام دراسي حافل بالاجتهاد والمثابرة

منذ ٨ ساعات ٣٤

في مشهد طغت عليه مشاعر الفخر والاعتزاز، عمّت أجواء الفرح منازل طلاب وطالبات قطر مع إعلان نتائج الشهادة الثانوية العامة، حيث توشحت البيوت بالبهجة، وارتفعت عبارات التهاني في كل مكان. فقد تكللت رحلة عام دراسي حافل بالاجتهاد والمثابرة بتفوق عدد من الطلاب الذين سجّلوا أسماءهم في لوحة الشرف، محققين مراكز متقدمة على مستوى الدولة.
لم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل جاء ثمرة تعب مستمر، والتزام يومي، ودعم متواصل من الأسرة والمعلمين والمدارس، ما أسهم في رسم ملامح قصة نجاح متكاملة. قصص هؤلاء الأوائل تؤكد أن التفوق لا يأتي مصادفة، بل هو نتاج منظومة تعليمية فاعلة، وإرادة طلاب لا يعرفون المستحيل، وآباء وأمهات كانوا السند في كل مراحل الطريق.
كل اسم من هذه الأسماء المتألقة يمثل قصة ملهمة، ورسالة أمل متجددة لأبناء الوطن بأن التميز متاح لكل من يسعى ويجتهد. وها هم اليوم، يقفون على أعتاب مستقبل واعد، يخطون أولى خطواتهم في طريق العلم والمعرفة، حاملين طموحاتهم الكبيرة بثقة، ومكملين مسيرة وطن لا يزال يؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار.



شيخة المالكي الأولى على القطريين بالمسار العلمي..
والدة الطالبة: وزيرة التربية أول من أبلغني بحصول ابنتي على المركز الأول 

أكدت الطالبة شيخة إبراهيم المالكي الأولى على القطريين - المسار العلمي والحاصلة على نسبة 99.63 % في نتائج الثانوية العامة للعام الأكاديمي 2024 /2025، سعادتها البالغة وفخرها بهذا الإنجاز الذي يعد ثمرة جهد متواصل ودعم أسري ومؤسسي كبير. وقالت شيخة المالكي: «أفتخر بهذا الإنجاز الذي أهديه لكل الطلاب والطالبات القطريات، وأعاهد نفسي وأعاهدكم أن أواصل طريق النجاح والتفوق العلمي لرفع اسم دولة قطر في كافة المحافل تحت القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه».
وأضافت: «أحمد الله وأشكره على هذا التفوق، وأتوجه بخالص الامتنان لأسرتي وخاصة أمي وأبي الذين وقفوا إلى جانبي طوال العام، وإلى معلماتي اللاتي لم يبخلن عليّ بالدعم والتوجيه».

وقالت السيدة جفلة عبد الله والدة الطالبة شيخة إبراهيم المالكي، الأولى على دولة قطر للبنات: «أهدي الإنجاز الذي حققته ابنتي الغالية لدولة قطر ولقيادتنا الرشيدة التي لم تدخر جهداً في سبيل تعزيز القطاع التعليمي بالدولة إيماناً منها بأهمية التعليم ودوره الكبير في بناء الإنسان القطري».
وأضافت قائلة: «أتقدم بخالص الشكر والتقدير لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي التي أسعدتني بمكالمتها الجميلة حيث كانت أول من أبلغنا بالنتيجة وحصول ابنتي على المركز الأول في لفتة إنسانية وكريمة من سعادتها». 






علي أحمد المالكي: التحضير المبكر من أسباب التفوق
قال الطالب علي أحمد المالكي من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين: إن التحضير المبكر كان من أهم أسباب التفوق، حيث إنني من أول أسبوع دراسي كنت مصرا على تحقيق التفوق وأن أكون من الأوائل، فبدأت أتابع كل مادة أولا بأول، كما أن لأسرتي وأمي وأبي دورا كبيرا في هذا التفوق حيث كانوا دائما يراقبون دراستي، ويتأكدون أنني فاهم لجميع المواد، كما أنني بدأت تقليل الطلعات مع الأصدقاء، وركزت على دراستي.
وأضاف: إن ساعات الدراسة كانت طويلة، ولكنني كنت أوازنها مع الراحة، وكلما احتجت شيئا، كنت أتجه لوالدي وللمدرسين الذين كانوا متعاونين لأقصى درجة، لافتا إلى أن التعب والإصرار هما أسباب التفوق، موضحا أنه سوف يكمل الدراسة الجامعية في تخصص الهندسة الميكانيكية.






جاسم عبد الله شهبيك: الانضباط الذاتي وتنظيم الوقت هما العامل الأهم
قال الطالب جاسم عبدالله شهبيك من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين: إن الانضباط الذاتي وتنظيم الوقت هما العامل الأهم، حيث إنني كنت أحسب وقتي بالدقيقة، خصوصا في آخر شهرين، ولم يكن هناك مجال للتأجيل أو التساهل، موضحا أن عائلته ساعدته كثيرا، ووفروا له الراحة النفسية والبيئة الدراسية المناسبة.
وتوجه بالشكر الجزيل لوالديه اللذين كانا داعمين له، وإلى أصدقائه ومدرسته، مشيرا إلى أنه كان ينظم وقته ويدرس بكل جد واجتهاد رغبة في تحقيق التفوق، كما أن أسرته كانت تحرص على أن يحصل على كفايته من الراحة اليومية، موضحا أنه يطمح أن يكمل الدراسة في جامعة حمد بن خليفة بتخصص هندسة كهربائية.






علي العدوي: أطمح للالتحاق بكلية التربية في جامعة قطر
قال علي إسماعيل العدوي من المعهد الديني: كان هدفي واضحا من البداية، واشتغلت عليه خطوة بخطوة، ولم أدع أي مجال للتسويف أو التساهل، حيث إنني كنت أراجع أولا بأول وأراجع أيضا مع زملائي، وأتواصل مع المدرسين بشكل مستمر. 
وأضاف: إن أهلي كانوا أكبر داعم لي، خصوصا في أيام الامتحانات حيث إنهم كانوا يهيئون لي كل سبل الراحة والهدوء حتى حققت النجاح والتفوق، كما أن تنظيم وقتي من البداية والحرص على المذاكرة اليومية تكللت جميعها بتحقيق التفوق، أما الآن وبعد التفوق أطمح إلى استكمال دراستي الجامعية في جامعة قطر وألتحق بكلية التربية.


حصة الهاجري: سر النجاح والتفوق يبدأ من الداخل
قالت حصة ناصر الهاجري من مدرسة قطر التقنية الثانوية: إن مفتاح النجاح الحقيقي يبدأ من الذات، وأن تحديد الأهداف بوضوح منذ بداية العام الدراسي كان حجر الأساس في التفوق.  وأضافت: كنت واضحة مع نفسي منذ اليوم الأول، واعتبرت أن هذا العام هو عام التحدي، وضعت جدولا دراسيا منتظما وحرصت على مراجعة الدروس أولا بأول، وأسرتي لم تدخر جهدا في دعمي، فقد وفروا لي بيئة دراسية مثالية، وكانوا سندا لي في كل لحظة، يرفعون من معنوياتي، ويشجعونني باستمرار، حتى في أوقات التعب والإرهاق.
ولفتت إلى أنها قللت استخدام الهاتف المحمول، وخصصت وقتا للراحة حتى لا تصاب بالإجهاد، كما كان لدور المعلمات أثر بالغ، إذ لم يقتصر دورهن على الشرح، بل كن حريصات على تحفيز وتشجيع الطالبات وفتح المجال للنقاش وطرح الأسئلة، موضحة أن طموحها اليوم استكمال الدراسة في جامعة قطر بكلية الهندسة.






شوق أحمد الجهرمي: لا مستحيل مع الإرادة
قالت الطالبة شوق أحمد الجهرمي من مدرسة قطر التقنية الثانوية للبنات، إن الوصول إلى المراكز المتقدمة لم يكن طريقا سهلا، لكنه كان ممكنا بفضل العزيمة والإصرار.
وأضافت: كنت أردد لنفسي دوما أن لا شيء مستحيل إذا كان الإنسان يمتلك هدفا واضحا، حيث إنني التزمت بخطتي الدراسية اليومية، وحرصت على الدراسة المنتظمة دون تراكم، وشجعني على ذلك أنني حصلت على دعم كبير من أسرتي، لا سيما والدتي التي كانت تراجع معي المواد باستمرار وتشجعني على الاستمرار.
وأوضحت أنها في فترات الدراسة، قلّلت من التواصل الاجتماعي مع الصديقات لتركز على أهدافها، كما أن المدرسة وفرت لهن دعما مميزا، خاصة في فترة الامتحانات، حيث كانت المعلمات متاحات للمراجعة والإجابة عن الاستفسارات بشكل دائم،، مشيرة إلى أنها تطمح اليوم وبعد تحقيق التفوق إلى الالتحاق بتخصص الهندسة في جامعة قطر.






نورة النعيمي: أشكر عائلتي ومدرستي
عبَّرت نورة حمد النعيمي، عن امتنانها العميق لأسرتها، معتبرة إياهم الشريك الأول في هذا النجاح، لافتة إلى أنها تطمح لاستكمال الدراسة الجامعية في جامعة حمد بن خليفة هندسة كهربائية. 
وقالت: الفضل يعود لعائلتي التي لم تتوان لحظة في دعمي ومساندتي، ووفروا لي جميع المقومات التي ساعدتني على التركيز، وكانوا دائما يرددون لي، نحن واثقون بك، وهذه الثقة كانت دافعا كبيرا لي للاستمرار.
وأضافت: التحضير للامتحانات لم يكن محصورا في الفترة التي تسبق الاختبارات، بل كان نهجا متواصلا منذ بداية العام الدراسي، ومع الجهد والاجتهاد، استطعت تحقيق نتيجة أفخر بها، متوجهة بالشكر إلى المدرسات والمدرسة بأكملها على وقوفها إلى جانبها.

قراءة المقال بالكامل