إثيوبيا تعلن "إنجاز العمل" في سد النهضة: نستعد لتدشينه رسمياً

منذ ٥ ساعات ٩

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اليوم الخميس، "إنجاز العمل" في مشروع سد النهضة على نهر النيل، والذي أثار توترات مع دول الجوار، خصوصاً مصر. وقال أحمد أمام البرلمان إن "العمل بات الآن منجزاً، ونحن نستعد لتدشينه رسمياً"، مضيفاً: "إلى جيراننا عند المصب، مصر والسودان، رسالتنا واضحة: سد النهضة لا يشكّل تهديداً، بل فرصة مشتركة".

وبدأ يوم أمس الأول الثلاثاء، الأول من يوليو/ تموز، موسم فيضان النيل بالهضبة الإثيوبية، في وقت وصلت فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي بين دولتي المصب مصر والسودان من جهة، ودولة المنبع إثيوبيا من جهة أخرى، إلى طريق مسدود، فيما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال حوار تلفزيوني مساء الأحد الماضي، أن مصر "لن تسمح تحت أي ظرف بأن يتم المساس بحصتها التاريخية من مياه النيل". وقال: "الدولة ومؤسساتها لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالمساس بهذا الأمر الوجودي بالنسبة لمصر". وتُقدّر حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، في وقت ترفض فيه أديس أبابا الاعتراف بالاتفاقية التي جرى بموجبها إقرار تلك الحصة، معتبرة أنها وقّعت في عهد الاحتلال البريطاني.

وكشف مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد" في وقت سابق اليوم، أن القاهرة لا تزال تواجه تعنتاً إثيوبياً شديداً، كاشفاً عن أن أديس أبابا "رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة سد النهضة لنزع فتيلها في منطقة القرن الأفريقي من جهة، والتوصل إلى اتفاق بشأن التشغيل والتنسيق مع دولتي المصب من جهة أخرى". وأوضح الدبلوماسي المصري أن أطرافاً إقليمية (لم يحددها) عرضت تجديد وساطتها بين القاهرة وأديس أبابا، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر على وقع تصدي مصر لمحاولة إثيوبيا الحصول على منفذ بحري في إقليم صوماليلاند (إقليم أرض الصومال الانفصالي غير المعترف به دولياً). ووقّعت إثيوبيا اتفاقاً مع صوماليلاند للوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة في خطوة تهدف إلى توفير منفذ بحري لإثيوبيا. وأثار هذا الاتفاق توترات مع الحكومة الصومالية المركزية، التي تعتبر صوماليلاند جزءاً من أراضيها.

كما كشف المصدر المصري عن أن القاهرة كان لديها استعداد لمناقشة عدم معارضة امتلاك إثيوبيا منفذاً دائماً على البحر الأحمر في حال جرى حل النزاع معها، وأبدت الأخيرة حسن نيّة تجاه المخاوف المصرية بشأن سد النهضة، والتزمت بتوقيع اتفاق، خصوصاً في عملية تشغيله. وكان عبد العاطي قد أكد خلال حديثه الإعلامي الأخير أن بلاده "لا تقبل أن تكون على البحر الأحمر أي قواعد أو منافذ مستدامة لأي دولة غير مشاطئة لها"، في إشارة إلى إثيوبيا، مشدداً على أن "هذا خط أحمر وموقف مصري واضح". وتابع: "أبلغنا موقفنا حول البحر الأحمر لكل الفاعلين في المنطقة، بما في ذلك تركيا حين استضافت المباحثات الصومالية الإثيوبية".

(فرانس برس، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل