أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من 1100 موظف في وكالة حماية البيئة التابعة للحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة الأميركية والمكلفة حماية صحة الإنسان والبيئة، باحتمال فصلهم فوراً في أيّ وقت، علماً أنّ هؤلاء يعملون في مجالات تغير المناخ والحدّ من تلوّث الهواء وإنفاذ القوانين البيئية وبرامج أخرى.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد أقرّ، قبل أيام، تعيين عضو الكونغرس السابق لي زيلدين حليف دونالد ترامب الذي دافع عنه في واقعة اقتحام الكونغرس الأميركي في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 وعارض التصديق على انتخابات 2020، رئيساً لوكالة حماية البيئة الأميركية. ويُعَدّ هذا التعيين جزءاً من خطة ترامب الواسعة لإلغاء اللوائح البيئية والحدّ من السياسات التي تركّز على قضية المناخ. وصرّح زيلدين بأنّ خلال الأيام المئة الأولى "لدينا فرصة للتراجع عن اللوائح التي تجبر الشركات على المعاناة وتقليص التكاليف، الأمر الذي يضطرها إلى الانتقال إلى الخارج"، كذلك "التراجع عن اللوائح التي يدافع عنها اليسار في هذا البلد وتنتهي بتوجيه الشركات في الاتّجاه الخاطئ".
Delivering clean air, land, and water is a goal and mission that must not conflict with the mandate from the American people to strengthen our economy. @EPA under the Trump Admin will pursue a common sense agenda to help America thrive IN EVERY WAY POSSIBLE. pic.twitter.com/8CdG6dMCbP
— EPALeeZeldin (@epaleezeldin) February 2, 2025وقد تلقّى موظفو وكالة حماية البيئة الأميركية، الذين عُيّنوا في العام الماضي والذين يصل عددهم إلى 1100 يعملون في مجال التدريس والأبحاث والعمل الفيدرالي، رسالة في البريد الإلكتروني جاء فيها: "بصفتك موظفاً في فترة اختبار، يحقّ للوكالة إنهاء خدمتك على الفور"، بحسب ما نقلت صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية اليوم الاثنين. وتُعَدّ هذه أوّل مجموعة من الموظفين الفيدراليين في مختلف الوكالات تتلقى هذا التهديد بالفصل الفوري في فترة الاختبار.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد شجّعت هؤلاء الموظفين على الانضمام إلى وكالة حماية البيئة الأميركية من أجل إعادة بنائها، وذلك بعد تأثّرها كثيراً بولاية ترامب الأولى (2017-2021). وقد عُيّن عدد كبير منهم في برامج أنشأها الكونغرس، استناداً إلى قانونَين حديثَين، لأداء وظائف من قبيل مساعدة المجتمعات في استبدال أنابيب الرصاص، وتمويل مشروعات الطاقة النظيفة للتقليل من انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري العالمي.
إلى جانب ذلك، تلقّى موظفو وكالة حماية البيئة الأميركية رسالة بريد إلكتروني أخرى تخطرهم فيها بأنّ الشبكة الداخلية للوكالة صارت خارج الخدمة، علماً أنّ الموظفين لا يستطيعون من دون هذه الشبكة الوصول إلى المستندات أو المعلومات اللازمة لوظائفهم. يُذكر أنّ إدارة بايدن كانت قد وضعت، من خلال وكالة حماية البيئة، لوائح صارمة للحدّ من التلوّث الناجم عن محطات الطاقة والسيارات وآبار النفط والغاز.
وقالت المديرة التنفيذية لـ"شبكة حماية البيئة" (مجموعة من خرّيجي وكالة حماية البيئة الأميركية) ميشيل روس لصحيفة ذا نيويورك تايمز إنّ "الوكالة هدف في عملية التطهير الانتقامية التي يقوم بها الرئيس ترامب ضدّ موظفي الخدمة العامة"، واصفة هذه الإجراءات بأنّها الأكثر فوضوية وانتقاماً في تاريخ وكالة حماية البيئة.
وكان الموظفون في وكالة حماية البيئة الأميركية، كما حال كلّ الموظفين الفدراليين في الولايات المتحدة الأميركية، قد تلقّوا عرضاً من إدارة ترامب بالاستقالة مع دفع رواتبهم حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2025. وقد جاءت الرسالة الإلكترونية الأخيرة لتدفع عدداً من هؤلاء الموظفين إلى إعادة النظر في قبول العرض السابق، خصوصواً أنّهم قلقون بشأن إمكانية فصلهم من وظائفهم. ويُعَدّ الموظفون الذين يعملون تحت الاختبار أسهل في الفصل لأنّهم لا يتمتّعون بكامل الحماية الخاصة بالخدمة المدنية.
