قال مسؤولون في جامعات أميركية إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تستخدم "مبررات غامضة" و"تكتيكات جديدة" لترحيل طلاب أجانب، في إطار حملة تستهدف الطلاب المتضامنين مع فلسطين. رئيس جامعة ولاية مينيسوتا إدوارد إنش قال، في بيان، إنّ تأشيرات خمسة طلاب أجانب ألغيت "لأسباب غير محددة"، حسبما نقل مراسل وكالة الأناضول اليوم الجمعة.
وأضاف إنش: "هذه أوقات صعبة ولا تشبه أي أوقات واجهناها من قبل". من جهتهم، ذكر مسؤولون جامعيون أنّ الحكومة الفيدرالية تنفذ "تكتيكات جديدة" من خلال حذف سجلات الطلاب الأجانب "بصمت"، بدلاً من المرور عبر الجامعات كما كانت تفعل في الماضي. من جانبها، قالت ميريام فيلدبلوم، رئيسة جمعية رؤساء الجامعات للتعليم العالي والهجرة في الولايات المتحدة، إنّ الطلاب يُطلب منهم مغادرة البلاد بقرار نادراً ما تشهده الجامعات. ولفتت فيلدبلوم إلى أن بعض الطلاب صدرت لهم أوامر بمغادرة الجامعات بسبب مخالفات بسيطة أو مخالفات مرورية.
أما بيرني بورولا، نائب رئيس رابطة الجامعات العامة والجامعات المانحة للأراضي، فقال: "يبدو أنّ الجامعات غير قادرة على العثور على أي شيء له علاقة بقطاع غزة أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو الاحتجاجات". وأضاف بورولا أنّ العديد من أعضاء الرابطة شهدوا أخيراً إلغاء تأشيرة طالب واحد على الأقل.
وفي التاسع من مارس/ آذار الماضي، اعتقلت السلطات الأميركية الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية في جامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في غزة. وجاء الاعتقال بعدما وقّع ترامب في يناير/ كانون الثاني الماضي، أمراً تنفيذياً يتعلق بـ"مكافحة معاداة السامية"، يتيح ترحيل الطلاب الذين يشاركون في تظاهرات داعمة لفلسطين.
كما اعتقلت طالبة الدكتوراه التركية في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس رميساء أوزتورك، في وقت تقوم فيه إدارة ترامب بقمع الطلاب والأكاديميين المؤيدين للفلسطينيين. وكانت جامعات كولومبيا، ونورث وسترن، وبورتلاند الحكومية، وتوين سيتيز في مينيسوتا، وحرم بيركلي في جامعة كاليفورنيا من بين الجامعات التي نظمت فيها تظاهرات دعماً لفلسطين بدأت في إبريل/ نيسان 2024 وانتشرت في أنحاء العالم.
وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة أخرى في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وفي مارس/ آذار الماضي، ذكر موقع أكسيوس، نقلاً عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزارة ستستخدم الذكاء الاصطناعي لإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب "الذين يُنظر إليهم باعتبارهم مؤيدين لحركة حماس". وقال الموقع إن جهود "القبض والإلغاء" التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ستشمل مراجعات بمساعدة تلك التقنية لعشرات الآلاف من حسابات حاملي تأشيرات الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(الأناضول، العربي الجديد)
