قامت القوات الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، بعمليات تجريف طاولت مساحات من أراضي المزارعين في بلدة جباثا الخشب في القنيطرة جنوبيّ سورية، وقطعت خلال عملية التجريف أعداداً كبيرة من الأشجار الحراجية. وذكرت مصادر من المحافظة لـ"العربي الجديد" أن ذلك جاء بالتزامن مع عمليات تحصين النقاط العسكرية التي تمركزت بها قوات الاحتلال في المحافظة، التي عززتها مع زيارة أجراها وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الثلاثاء لهذه النقاط.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد نقلت أمس الثلاثاء عن كاتس قوله إن القوات الإسرائيلية ستبقى على جبل الشيخ لأجل غير مسمى، "لضمان أمن مجتمعات هضبة الجولان والشمال، وجميع الإسرائيليين" وفق تعبيره. وتناقض تصريحات كاتس تصريحات إسرائيلية سابقة زعمت أن التحركات مؤقتة واتخذت لضمان أمن إسرائيل.
وفي موازاة للمشهد، تشهد بلدات وقرى في القنيطرة وريف درعا الغربي الجنوبي منذ أمس الثلاثاء حتى اليوم، حالة تشبه حالة حظر التجوال، حيث أشارت مصادر "العربي الجديد" إلى أن السكان التزموا بيوتهم منذ مساء أمس لتكون الحركة في المحافظة شبه معدومة.
ويشير الناشط سعيد المحمد في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "الوضع لا يحتمل، وهو سيّئ للغاية"، موضحاً أن جميع أعمال الناس توقفت، حيث يسود الخوف ولا يجد الناس من يحميهم أو يستمع لمطالبهم، فالمجتمع الدولي يأخذ وضع الأصم والأبكم، واليأس والإحباط هما عنوان المرحلة، الشعب بلا حماية والدولة لا تملك ما تدافع به عن شعبها".
ويضيف المحمد: "يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي استقر وإن لم تتم مقاومته فلن يخرج أبداً. ويحاول اليوم زرع الشقاق بين مكونات القنيطرة، يروج أنه جاء ليحمي طائفة ما، وهذا كذب، فأول من رفض وجوده هم أبناء هذه الطائفة. كلنا في القنيطرة على قلب رجل واحد، ولن نستكين حتى يخرج الاحتلال منها". واستنكر المحمد الصمت الدولي والعربي المطبق حيال احتلال المحافظة، مؤكداً أن ذلك لا يمكن إدراجه إلا تحت مسمى المؤامرة على الجنوب السوري.
وعلّق الناشط على كلام يسرائيل كاتس، قائلاً إن "أصدق ما قيل خلال الأيام الأخيرة ما قاله وزير العدو كاتس، إذ أكد أن الأمر احتلال دون مواربة، لذلك لا مبرر أمام العرب للصمت". واستغرب المحمد ما وصفه بغياب الموقف الجدي من قبل الإدارة الجديدة في دمشق، متسائلاً: "هل خرجت القنيطرة من الخريطة السورية دون أن نعلم؟"، مردفاً: "التصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع، على الإدارة الجديدة السعي لإنقاذنا، وسنكون عوناً لها كيفما كانت الطريقة، لن نرضى أن تُحتل أرضنا ونحن صامتون".