عملت وحدات من الجيش اللبناني بعد ظهر اليوم الاثنين، على إزالة ساتر ترابي وردم خندق كان الاحتلال الإسرائيلي قد أقامهما في وادي قطمون (خراج بلدة رميش) جنوبي لبنان أمس الأحد، كما أزالت شريطاً شائكاً في بلدة عيترون - بنت جبيل.
وتتابع قيادة الجيش اللبناني الوضع في الجنوب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك في وقتٍ تواصل تحقيقاتها في ملابسات إطلاق الصواريخ يوم السبت والذي اتخذه الاحتلال ذريعة لرفع وتيرة اعتداءاته على لبنان، وتنفيذ عشرات الغارات جنوبي الليطاني وشماله وصولاً إلى البقاع، موقعاً شهداء وجرحى متسبباً بدمار كبير في الممتلكات.
وفي إطار التحقيقات، قال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّه "يجري الاستماع إلى شخصين سوريين في القضية لمعرفة ملابسات إطلاق الصواريخ، فهما يعملان ضمن موقع مشرف على المنصّة، وذلك كشاهدين وليس كموقوفين".
وبعد التصعيد الإسرائيلي بذريعة الردّ على إطلاق الصواريخ من لبنان، والتي نفى حزب الله علاقته بها، عاود جيش الاحتلال اليوم الاثنين انتهاكاته التي يرتكبها منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحيث استهدفت مدفعية إسرائيلية أطراف بلدة شبعا، في ساعات بعد الظهر. وكثف جيش الاحتلال اليوم الاثنين من خروقاته الجوية، بحيث حلّقت طائراته لأكثر من مرة في اليوم، على علو منخفض جداً فوق العاصمة بيروت والمناطق الساحلية وتلك المحيطة، وكذلك في الجنوب والبقاع.
في الإطار، استقبل وزير الدفاع الوطني ميشال منسى في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وبحثا التطورات الأمنية في البلاد والمهمات التي ينفذها الجيش لحفظ الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة لا سيما على الحدود الجنوبية والشمالية الشرقية. كما تطرق اللقاء إلى التحديات التي تواجه المؤسسة العسكرية في المرحلة الراهنة.
والتقى وزير الدفاع وفداً من المستشارين العسكريين التابعين للدول الأعضاء الحاليين في مجلس الأمن في نيويورك. وجرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع الراهنة في الجنوب ودور قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، مع التأكيد على أهمية تنفيذ القرار 1701 والتحضيرات الجارية لتجديد مهمة اليونيفيل خلال الصيف المقبل.
الجيش اللبناني يكثف انتشاره على الحدود لضبطها
على صعيدٍ ثانٍ، وفي إطار تكثيف الجيش اللبناني انتشاره على الحدود لضبط الأمن والاستقرار، وضمن إطار مكافحة أعمال التسلل والتهريب خصوصاً عبر الحدود الشمالية والشرقية، وعلى أثر توافر معلومات عن عمليات تهريب عند معبر غير شرعي في منطقة مشاريع القاع، أوقفت دورية من مديرية المخابرات تؤازرها وحدة من الجيش 5 مواطنين وسورياً واحداً، وضبطت عددًا من الآليات المحمّلة بالمحروقات ومواد غذائية معدة للتهريب.
وقال الجيش اللبناني في بيان إن "دورية أخرى من المديرية دهمت في منطقة مشاريع القاع منازل مطلوبين وأوقفت المواطن (ج.ح.) المطلوب لإقدامه على التهريب وفتح معابر غير شرعية وإعادة فتح معابر أخرى بعد إقفالها من قبل الجيش". كذلك تمكنت دورية من مديرية المخابرات في بلدة كفرزبد – زحلة من إحباط عملية تهريب من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، وضبطت كمية من المسدسات الحربية والبضائع المهرّبة. وسُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، فيما تجري المتابعة لتوقيف باقي المتورطين.
سياسياً، وضمن مواقف الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الاثنين، فقد أكد "أهمية أن نكون موحّدين ومتحدين إزاء المصلحة العامة والقضايا الداخلية والمصيرية لمواجهة التحديات لا سيما في ضوء الاحداث التي تشهدها المنطقة"، مشدداً على "المسؤولية المشتركة في إعادة لبنان على السكة الصحيحة".
