قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إنّ القيادة السياسية أمرت جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الانسحاب من القطاع الشرقي من جنوب لبنان وبدء إعادة الانتشار في القطاع الغربي. في حين انتهى اجتماع المجلس الأمني المصغر (الكابينت)، دون اتخاذ أي قرار حاسم، مع التأكيد على وجود توافق بشأن إبقاء القوات الإسرائيلية ضمن مناطق انتشارها الحالي.
وبحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، فإن القيادة السياسية نقلت رسالة إلى كبار قادة الجيش الإسرائيلي، بأن تل أبيب تجري تنسيقاً مع واشنطن، للحصول على وقت إضافي لحين الانسحاب الكامل من لبنان، مشيرة إلى أن الفترة الزمنية قد تتراوح لأسابيع، زاعمة أنّ "قدرة الجيش اللبناني على الانتشار بشكل فعّال في القطاع الشرقي وتدمير سلاح حزب الله لا تزال غير كافية".
وكانت هيئة البث، قد قالت، أمس الخميس، إنّ تل أبيب طلبت من الولايات المتحدة تأجيل موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لمدة شهر كامل، ومشيرة إلى أنّ "الطلب الإسرائيلي يأتي على خلفية الضغوط الأميركية الشديدة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ الانسحاب في موعده".
ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في موعد أقصاه 60 يوماً من دخول الاتفاق حيز التنفيذ الذي يوافق الأحد المقبل 26 يناير/ كانون الثاني الجاري.
في غضون ذلك، أفادت القناة 14 العبرية، بأنّ اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، ليل الخميس الجمعة، انتهى دون اتخاذ أي قرار حاسم، لكنه شدد على أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل الحفاظ على انتشاره الحالي في لبنان، مع الحفاظ على مستوى عال من الاستعداد لأي سيناريو.
من جانبه، زعم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، في منشور على منصة إكس، اليوم الجمعة، أنّ لبنان انتهك اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أنه "لا يوجد انتشار حقيقي للجيش اللبناني على طول الحدود، كما أنه غير قادر على السيطرة على حزب الله"، داعياً إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان "بسبب الخطر الذي قد يتشكل على سكان مستوطنات الشمال"، بحسب قوله.
كما دعا زعيم حزب "معسكر الدولة" الوزير السابق بني غانتس، اليوم الجمعة، إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة العازلة في لبنان، مشدداً في منشور على منصة إكس، على "ضرورة تكثيف الجيش تحركاته ضد أي انتهاك من جانب حزب الله مهما كانت طبيعته (خطيراً أو بسيطاً)، والإصرار على تنفيذ الحكومة اللبنانية اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل".
وزعم جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، العثور على مستودع للأسلحة وشاحنات محملة بالصواريخ ومئات قذائف الهاون، والمتفجرات، والأسلحة، والمعدات العسكرية لحزب الله، في السلوقي جنوبي لبنان. وقد توغّل جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، إلى منطقة الزقاق عند أطراف بلدة عيترون جنوبي لبنان، وقام بعمليات تجريف وحرق عددٍ من المنازل. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأنّ قوة إسرائيلية توغلت عند منتصف الليل داخل بلدة بني حيان وقامت بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات الرصاص في المناطق المجاورة، قامت بعدها بإحراق عدد من المنازل. ولا تزال هذه القوة منتشرة داخل أحياء البلدة حتى ساعات هذا الصباح، حيث تستكمل إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان.
ويدفع لبنان نحو إلزام إسرائيل بالموعد المحدد لانسحاب قوات الاحتلال، وفي هذا السياق عقد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أمس الخميس، اجتماعاً مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الخميس، وناقش المستجدات الميدانية حول الانسحاب الإسرائيلي، وخروقات اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701. وقال مصدر مقرّب من بري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء بحث آخر المستجدات الميدانية والوضع في الجنوب، وكان تشديد من الجانب اللبناني على رفض الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات المستمرة للاتفاق والقرار 1701، مع تكرار ضرورة الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال ضمن المهلة المتفق عليها، أي الستين يوماً، مع رفض أي ذرائع أو حجج دائماً يلجأ اليها العدو".
وفي بيانٍ له، أمس الخميس، قال حزب الله إن "بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو انسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، تستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان الضغط على الدول الراعية للاتفاق، من أجل التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، وعدم إفساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال". وشدد على أن "أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال".
