قُتلت طفلة وأُصيب عدد من الأشخاص الليلة الماضية في محافظات سورية عدة بسبب إطلاق النار العشوائي، الذي جاء تعبيراً عن حالة فرح. واستمر إطلاق النار قرابة ساعتين، ورغم الرفض الشعبي لهذه الظاهرة، فإنها لا تزال تتكرر في سورية، موقعةً ضحايا ومسببةً أضراراً في الممتلكات.
وفي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، وتحديداً في تجمع مخيمات البردقلي، الواقع في منطقة وعرة قريبة من مدينة سرمدا، قُتلت طفلة جراء إطلاق النار العشوائي، وفق ما أفاد سكان في المخيم لـ"العربي الجديد"، وسط تأكيدات بوقوع إصابات كثيرة بين المدنيين، وذلك في ظل غياب الإحصاءات الرسمية.
وخلال عمليات إطلاق النار في تجمعات المخيمات القريبة من الحدود السورية-التركية، وتحديداً في منطقة بابسقا، استخدم بعض الشبان، وفق ما رصد "العربي الجديد"، أسلحة فردية خفيفة، إضافةً إلى أسلحة رشاشة متوسطة، مما أثار مخاوف النازحين، لا سيما المقيمين في الخيام ذات الأسقف المصنوعة من القماش والبلاستيك، في المقابل، سارع سكان المخيمات إلى الاحتماء خوفاً من الرصاص العشوائي، فيما وضع البعض سياراتهم في أماكن بعيدة عن الخطر.
وأكد نازحون في المخيمات رفضهم إطلاق النار العشوائي مهما كان سببها، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة بحق مطلقي النار. وفي هذا السياق، قال النازح من ريف إدلب الجنوبي، عبدو العيدو (30 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "كان الرصاص كالمطر فعليّاً"، مضيفاً: "لم أكن أسمع صوت إطلاق النار أبداً، كنت في الطريق على دراجتي النارية، وتنبهت للرصاص من خلال الضوء الذي يصدر عنه في السماء، المنظر لا يوصف، كان همي الوحيد حينها هو الوصول إلى المنزل، الذي أقيم فيه ضمن تجمع مخيمات الكرامة، لحسن حظي أن سقف المنزل الذي أقيم فيه من الإسمنت".
بدوره، تساءل مسعود العبيد، المقيم في تجمع المخيمات ذاته الذي يقيم فيه العيدو: "ما غاية هؤلاء الشبان من إطلاق النار؟ هل يكون الفرح بالتسبب في مقتل أشخاص أو تضرر ممتلكاتهم؟ ما جرى أمس كان جنوناً، فقد استخدموا البنادق والأسلحة الرشاشة في إطلاق النار دون إدراك خطورة الأمر على الناس. هذا استهتار بالأرواح".
وفي محافظة دير الزور، شرقي سورية، انتشر الأمن العام في شوارع المدينة لوقف إطلاق النار العشوائي، الذي حدث عقب توقيع اتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي. كذلك سُجّل العديد من الإصابات جراء إطلاق النار العشوائي في مناطق ريف دير الزور، بينما وصل 11 شخصاً إلى المشفى الوطني في مدينة الرقة مصابين بالرصاص العشوائي، وفق ما أوضحت وكالة نورث برس المحلية. كذلك، أُصيب شخصان على الأقل في الحسكة، وآخرون في مدينة الطبقة بريف الرقة.
بدوره، أوضح المدرس فايز الديري (45 عاماً) لـ"العربي الجديد" أن "التعبير عن الفرح لا يكون بإطلاق النار، فالرصاص العشوائي قد يسقط على رؤوس المدنيين أو منازلهم، ويتسبب في تخريب ممتلكاتهم". وأضاف: "إطلاق الرصاص لم يكن لفترة قصيرة ومتقطة، بل استمر بشكل جنوني، لا أعرف ما الفائدة منه، من الجيد تدخل الأمن العام لإيقاف إطلاق النار في مدينة دير الزور، فمطلقو النار لا يدركون خطورة ما يفعلونه".
وفي محافظة حماة، وسط سورية، شهدت الليلة الماضية عمليات إطلاق نار كثيف تعبيراً عن الفرح، وأفادت مصادر إعلامية محلية بوفاة طفل جراء ذلك، بينما تدخل الأمن العام لضبط الأوضاع. وتعد ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي من الظواهر الخطرة المنتشرة في سورية، حيث تتكرر الدعوات لوضع حد لهذه الظاهرة، والمطالبة بقوانين واضحة تجرم القيام بإطلاق الأعيرة النارية العشوائية.
