أعلن وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري عبد السلام هيكل، عن إطلاق منصة "هدهد"، وهي أول منصة رقمية في سورية متخصّصة بتصدير المنتجات المحلية إلى الخارج، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر "نهضة تك"، في خطوة اعتبرها البعض أنها تعزّز فرص النفاذ الرقمي للمنتج السوري على المستوى العالمي.
وانطلقت اليوم السبت في العاصمة السورية دمشق، أعمال مؤتمر "نهضة تك" الذي نظمته الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، وبمشاركة رواد أعمال وشركات ناشئة ومدربين ومتخصّصين في مجال التكنولوجيا الرقمية، ويتضمن المؤتمر إطلاق معسكر تدريبي في مختلف مجالات ريادة الأعمال، وتنظيم الشركات الناشئة، ضمن شقين؛ الأول: نظري يقوم على إدارة المشاريع وإيجاد الهيكل التنظيمي لدخولها سوق العمل، من خلال دورات تدريبية، والثاني عملي يعتمد التدريب على برامج خاصة تفيد المشاريع الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والتي ضمت برامج (فلاكر، باك آيند، كونت آين، بايفون، تصميم مواقع إلكترونية Website، وأمن المعلومات)، وذلك ضمن أربعة مخابر في مبنى الجمعية.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين، ويضم قرابة 500 مستفيد منهم 120 في مجال التدريب، إلى المساهمة في دفع جهود التحول الرقمي ودعم مبادرات التكنولوجيا في سورية، وعلى هامش المؤتمر جرى إطلاق منصة "هدهد، بصفتها منصةً سوريةً رقميةً مخصّصة لتصدير المنتجات المحلية إلى الأسواق الخارجية، بهدف دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الحضور الرقمي للمنتجات السورية على المستوى العالمي، من خلال بوابة إلكترونية متكاملة تربط المنتج السوري بالمستورد الخارجي مباشرة"، وفقاً لوكالة الأنباء السورية.
تسهيلات سورية للتجار
وقال الباحث الاقتصادي خالد تركاوي في حديث لـ"العربي الجديد" إن هذا النوع من المنصات يؤدي إلى إحداث تسهيلات للمصدّرين السوريين والمستوردين الأجانب على حد سواء، وذلك انطلاقاً من بعض التجارب المشابهة في دول أخرى كمصر وتركيا، مضيفاً: "يمكن للمستورد الأجنبي أن يجري بحثاً عن شروط الاستيراد والقوانين في سورية، وهذا أمر جيد، ويستفيد أيضاً المصدّر السوري من خلال وجود مجموعة من الحوافز والقوانين التي يمكن أن تساعده على التصدير، خاصة إذا كان هناك شركات متعاونة بالمنصة كشركات التخليص الجمركي والنقل".
وفي المقابل، يرى تركاوي أن هذه المنصة ستكون رافداً لكنها لا تكفي وحدها، فهي مجرد أداة من أدوات الدعم، ولكن لا يكفي وجود المفتاح قبل الباب على حد تعبيره، لافتاً إلى أن دعم الصادرات يتعلق بالإنتاج ذاته، فإنْ لم يتحرك فلن تتمكن الأدوات من العمل على النّحو الصحيح، وأشار إلى أن الإنتاج الزراعي والصناعي في سورية يحتاج الكثير من البنى التحتية وبناء المعامل وجذب للعمالة وغير ذلك من الأمور.
تجارة إلكترونية
واعتبر الخبير التكنولوجي نضال فاعور، في حديث لـ "العربي الجديد" أن أي انطلاقة لأي مشروع يخصّ عالم التقنية هو مبادرة جيدة، خاصّة وأن هذا المشروع يتعلق بالتسويق الرقمي الذي يعد انتقالاً من مرحلة التصدير اليدوي والشحن التقليدي إلى تفاهمات بين الشركات عبر المنصة، موضحاً أن هذه التقنية ليست جديدة وتعود إلى انطلاق فقاعة (net.) منذ بداية الألفية الثانية، عندما انطلقت شركة أمازون مثلاً التي تعد الأولى في العالم بمجال التسويق، لتنطلق بعدها منصات صينية وعالمية، ووصف المبادرة بأنها رائعة جداً للحكومة السورية، كونها تتعلق بتحويل التجارة من شكلها التقليدي إلى شكلها الإلكتروني.
وأكد فاعور أن سورية لا تحتاج بنى تحتية ضخمة للعمل في هذه المنصة، قائلاً: "يكفي أن يكون هناك إنترنت سريع وأن تطلق هذه المنصة على نطاق عالمي (أي موقع يقدم خدمات التخزين السحابي ومعالجة البيانات) وألّا يجري التأخر بعمليات التواصل والتوصيل للمادة وطرحها، وأن تكون عمليات تحويل الأموال بطرق إلكترونية صحيحة".
وتابع: "أما استعمالها والعمل بها من المستخدمين العاديين - كبائعي الحلويات والحرفيين على سبيل المثال- فسيكون سهلاً جداً، ومن غير المتوقع أن يكون هناك تعقيد بالتقنية، إذ يكفي للمستخدم أن ينشئ حساب على المنصة، وأن يعرض منتجاته لتتولى المنصة توزيعها على كل أنحاء العالم خاصة دول الخليج، بحسب ما وصل إليه من معلومات تتعلق بالمنصة".
