إعلان حكومة موازية في السودان يثير تحذيرات دولية

منذ ٢ أيام ١٦

أثار إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، تشكيل حكومة موازية في السودان ردود فعل دولية غلب عليها القلق والتحذير من تعميق الأزمة السودانية ودفع البلاد نحو مزيد من التفكك والانهيار. وأعلن دقلو، أمس الثلاثاء، عن "قيام حكومة السلام والوحدة – تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان"، بحسب تعبيره، مضيفاً أن الحكومة الجديدة تعمل على "إعادة الحياة الاقتصادية وصك عملة جديدة، وإصدار وثائق هوية جديدة".

يأتي هذا الإعلان بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021. وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من جنوب وغرب البلاد، في حين يهيمن الجيش على شمال وشرق السودان.

الأمم المتحدة: خطر تفكك السودان يلوح في الأفق

في أول تعليق دولي، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن "قلق بالغ" إزاء هذا التطور، محذراً من أنّ "أي تصعيد إضافي للنزاع، بما في ذلك الإجراءات التي من شأنها أن تزيد من تفكيك البلاد وترسيخ الأزمة، يهدد وحدة السودان".

بريطانيا: الحكومة الموازية ليست حلاً

من جهتها، دانت الحكومة البريطانية الخطوة التي اتخذتها قوات الدعم السريع، واعتبرت أنها "ليست الحل" للأزمة الممتدة منذ أكثر من عام. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن "الإعلانات الأحادية الجانب الهادفة إلى تشكيل حكومات موازية ليست الحل، بل على العكس، من الضروري الحفاظ على وحدة أراضي السودان وسيادته"، مشدداً على أن "اتفاق سلام جامعاً بقيادة المدنيين أمر ضروري للحفاظ على وحدة السودان".

مجموعة السبع: وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار

في السياق نفسه، دعت دول مجموعة السبع إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، معبرة عن قلقها العميق من الوضع الإنساني المتدهور. وأكد بيان مشترك لوزراء خارجية المجموعة "ضرورة حماية المدنيين وضمان العبور الآمن للمناطق المتضررة"، مديناً استخدام "التجويع سلاح حرب"، ومطالباً بفتح الممرات الإنسانية واحترام القانون الدولي. وشدد البيان على أهمية "سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه"، مؤكداً التزام المجموعة بالجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر.

منذ اندلاعها في إبريل/ نيسان 2023، تسببت الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" في مقتل عشرات الآلاف من السودانيين، بينهم أكثر من 20 ألفاً وفق الأمم المتحدة، بينما قدّرت دراسات أكاديمية العدد الحقيقي بأكثر من 130 ألف قتيل. كما تسببت الحرب في نزوح نحو 15 مليون شخص داخل السودان وخارجه، وسط تحذيرات متزايدة من وقوع مجاعة في أجزاء واسعة من البلاد. وتُتهم القوات المتحاربة بارتكاب فظائع ضد المدنيين، وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، في ظل فشل مساعي التهدئة الدولية حتى الآن.

في خضم هذا التصعيد السياسي، تشير تقارير ميدانية إلى تراجع سيطرة قوات الدعم السريع في عدد من ولايات السودان، لا سيما في العاصمة الخرطوم، حيث تمكن الجيش من استعادة السيطرة على القصر الرئاسي ومقرات وزارات ومواقع أمنية ومطار العاصمة. كما لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء محدودة في ولايات كردفان ودارفور، في مؤشر على تغير في ميزان القوى الميداني.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل