إقصاء وكالات الأنباء عن التغطية الدائمة لأخبار ترامب

منذ ٥ ساعات ١٢

لن تحظى خدمات الأنباء مثل "رويترز" و"بلومبيرغ نيوز" بعد الآن بمكان دائم في المجموعة الصغيرة من الصحافيين الذين يغطّون أخبار الرئيس دونالد ترامب، وفق ما أعلنه البيت الأبيض أمس الثلاثاء، في خطوة تهدف إلى فرض مزيد من السيطرة على من يُسمح له بطرح الأسئلة على الرئيس وتغطية تصريحاته بشكل مباشر.

يأتي هذا القرار بعدما خسرت إدارة ترامب الأسبوع الماضي دعوى قضائية رفعتها وكالة أسوشييتد برس، وهي خدمة أنباء أخرى، اعتراضا على استبعادها سابقا من المجموعة الصحافية المصاحبة للرئيس. وعادةً ما تتكوّن هذه المجموعة من نحو عشر مؤسسات إعلامية تتابع الرئيس في كل تحركاته، سواء خلال اجتماعاته في المكتب البيضاوي حيث يدلي بتصريحات أو يجيب عن أسئلة، أو خلال رحلاته داخل البلاد وخارجها. وبموجب السياسة الجديدة، ستفقد خدمات الأنباء مكانها التقليدي في هذه المجموعة، وستدخل بدلاً من ذلك في نظام تدوير أوسع يشمل نحو 30 وسيلة إعلامية من الصحف والمطبوعات.

ونظراً لطبيعة عملها القائم على تقديم معلومات فورية لمنظمات إعلامية أخرى وللقرّاء، تميل خدمات الأنباء إلى تغطية أخبار الرئيس والبيت الأبيض بشكل مكثف ويومي أكثر من معظم وسائل الإعلام الأخرى. كما تعتمد وسائل إعلام أخرى، خصوصاً المحلية التي لا تمتلك مكاتب في واشنطن، على هذه الوكالات للحصول على تغطية حديثة وفيديوهات وتسجيلات صوتية. وتعتمد الأسواق المالية أيضاً على التغطية الفورية التي توفرها هذه الوكالات لتصريحات الرئيس.

وقال متحدث باسم "رويترز": "تصل تغطية رويترز الإخبارية إلى مليارات الأشخاص يوميا، وذلك في الغالب من خلال آلاف المؤسسات الإعلامية حول العالم التي تشترك في خدمات رويترز. من الضروري للديمقراطية تمكين الجمهور من الوصول إلى أخبار مستقلة ومحايدة ودقيقة عن حكومته. وأي خطوات من الحكومة الأميركية لتقييد الوصول إلى الرئيس تُعد تهديداً لهذا المبدأ، سواء للجمهور أو للإعلام العالمي". وأضاف المتحدث أن "رويترز" لا تزال ملتزمة بتغطية أخبار البيت الأبيض بشكل مستقل ومحايد ودقيق.

أما وكالة "أسوشييتد برس"، فأشارت إلى أن تصرفات الإدارة الأميركية تُعد إساءة بالغة للشعب الأميركي. وصرحت المتحدثة باسم الوكالة لورين إيستون، في حديث لـ"رويترز": "نشعر بخيبة أمل عميقة لأن الإدارة اختارت تقييد وصول جميع خدمات الأنباء، التي تزود مليارات الأشخاص يومياً بتغطية سريعة ودقيقة من البيت الأبيض، بدلاً من إعادة وكالة أسوشييتد برس إلى مجموعة خدمات الأنباء". أما "بلومبيرغ" فلم تردّ على طلبات التعليق فوراً.

ترامب يخسر معركته مع "أسوشييتد برس"

وحتى وصول هذه الإدارة الحالية كانت وكالات الأنباء الثلاث — "أسوشييتد برس"، "بلومبيرغ"، و"رويترز" — أعضاء دائمين في المجموعة الصحافية. لكن البيت الأبيض منع "أسوشييتد برس" في فبراير/شباط بعدما رفضت الإشارة إلى المسطح المائي في جنوب الولايات المتحدة باسم "خليج أميركا" كما أمر ترامب.

وبعد استبعاد الوكالة، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأن فريقها سيقرر "من سيحظى بالامتياز الخاص والمحدود للوصول إلى أماكن مثل طائرة إير فورس وان والمكتب البيضاوي". وحتى ذلك الحين، كانت جمعية مراسلي البيت الأبيض — وهي منظمة تضم صحافيين يُغطّون أخبار الرئيس — هي التي تحدد ذلك.

وبحسب توجيهات قدّمها مسؤول في البيت الأبيض لـ"رويترز" أمس الثلاثاء، ستكون للمتحدثة ليفيت حرية اختيار أعضاء المجموعة الصحافية يومياً "لضمان وصول رسالة الرئيس إلى الجمهور المستهدف، ولضمان حضور وسائل الإعلام ذات الخبرة وذات الصلة بموضوع الحدث حسب الحاجة". وأضاف المسؤول أن المؤسسات ستكون مؤهلة للمشاركة في المجموعة "بغض النظر عن وجهة النظر الموضوعية التي تعبر عنها".

وكان قاضٍ فدرالي في واشنطن قد أمر الأسبوع الماضي الإدارة بالسماح لصحافيي "أسوشييتد برس" بحضور الفعاليات المفتوحة أمام مؤسسات إعلامية مماثلة في المكتب البيضاوي وطائرة "إير فورس وان"، بالإضافة إلى المساحات الأكبر في البيت الأبيض، إلى حين البت في القضية المرفوعة.

ووجد القاضي أن البيت الأبيض بقيادة ترامب اتخذ إجراءات انتقامية ضد "أسوشييتد برس" بسبب خياراتها التحريرية، وهو ما يشكّل انتهاكاً للحماية الدستورية لحرية التعبير. وتقدمت الإدارة باستئناف على هذا الحكم.

(رويترز، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل