وصف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المسجون بتهم تتعلق بالفساد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "خصم ضعيف" في الانتخابات، متهماً إياه باستخدام القانون لإقصاء منافسيه، وقائلاً: "سنسير معاً إلى النصر". جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة جمهورييت مع إمام أوغلو من محبسه في سجن مرمرة بمنطقة سيليفري التابعة لإسطنبول، ونشرته اليوم الجمعة.
وتحدّث إمام أوغلو عن مواضيع عدّة تتعلق بمؤتمر حزب الشعب الجمهوري المعارض الاستثنائي، الذي يُعقد، بعد غد الأحد، وكيفية إمضاء وقته في السجن، ومسار ترشيحه للانتخابات الرئاسية 2028، وفي ما يخصّ مؤتمر حزب الشعب الجمهوري، قال إمام أوغلو "نتقاسم مع أوزغور أوزال (رئيس حزب الشعب الجمهوري) مصيراً مشتركاً ونضالاً نادراً في تاريخنا السياسي، وفي هذا السياق أؤيد أوزال على نحو كامل في المؤتمر الاستثنائي إذ نخوض نضالاً صعباً معاً".
وتابع "لديّ ثقة كاملة بأن أوزال سيبدأ بداية شاملة وموحدة في المؤتمر الاستثنائي، وسيشكّل فريق الإدارة في هذا الاتجاه، وسنعطي أملاً كبيراً للمجتمع من خلال إشراك جميع الشرائح، سنكون كتفاً إلى كتف، ذراعاً في ذراع، يداً في يد، رغبتنا الوحيدة ومَثَلنا الأعلى هو أن نقدم لأمتنا عالماً مليئاً بالعدالة والازدهار، وأن نحظى بشرف القيام بهذه الرحلة معاً".
ويذهب حزب الشعب الجمهوري إلى مؤتمره الطارئ، الأحد، بسبب تحقيقات يواجهها في الوقت الحالي من النيابة العامة بشبهات وجود تجاوزات في المؤتمر العام الذي جرى عام 2023، واتخذ الحزب قراراً بالذهاب إلى المؤتمر الطارئ الاستثنائي في 21 مارس/ آذار لأن الذهاب إليه خلال 15 يوماً من تاريخ اتخاذ قرار الانعقاد، يمنع فرص فرض وصاية قانونية قضائية على الحزب بسبب التحقيقات المستمرة والتهم التي قد يواجهها، إذ ستجري إعادة انتخاب رئيس جديد للحزب.
وعن مسألة مرحلة الترشح للانتخابات، قال إمام أوغلو "بصفتي مرشحاً رئاسياً فإني ورئيس الحزب أوزال، سنتغلب على هذه الأيام الصعبة وننجح فيها بالتضامن، إذ لم يسبق لذلك مثيل في العالم، سنسير معاً نحو النصر"، وأضاف "لديّ المزيد في ذهني حول ما سنفعله بعد المؤتمر الاستثنائي، سنحقق بداية تاريخية، وسنقوم بإنشاء مكاتب رئاسية في أنقرة وإسطنبول، وسيكون المركز أنقرة، لكن العمل الذي بدأناه في إسطنبول سيستمر دون تباطؤ"، وشرح بالقول "سنقضي على الفساد في منظومة العدالة، هذه العقلية الفردية التي ألغت قواعدها ومؤسساتها، لدي ثقة كاملة في هذا، أتمنى أن لا ينظر أحد إلى هذا النجاح بعين الشك، قوتنا تأتي من إيماننا بصلاحنا وهدفِنا، أقسم أنّنا سوف ننجح".
وحول منافسته الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أن الطريق لا يزال مسدوداً أمام أردوغان دستورياً للتنافس ما لم تصبح الانتخابات مبكرة، أو تُجرى تعديلات دستورية، قال إمام أوغلو: "أريد منافسة شجاعة، لكن نواجه عقلية رديئة تلجأ إلى كل الوسائل لإقصاء أقوى المنافسين من الانتخابات، ولا تتردد في استخدام القانون أداةً لهذا الغرض، لدي خصم ضعيف".
وأردف "قد يضعونني في السجن لكن ماذا سيفعلون بملايين الأكرمين (الداعمين)؟ لقد وضعوا رفاق دربي في السجن معي، لا ينبغي لهم أن ينسوا هذا، أنا لا أنتمي إلى السجن، هذه الجدران هي مجرد تفاصيل بالنسبة لي، لقد قمت بإنشاء نظام عمل هنا، استقريت فيه إلى حد كبير، وسأستقر أكثر".
ورداً على سؤال حول كيفية إمضاء وقته في السجن، قال "سبقنا الشباب وأصبحوا مرشدين لنا، وشجاعتهم انتقلت إلى المجتمع، أحبهم كثيراً، ويحاولون إقامة حوار معي هنا أيضاً باستخدام كل الطرق الممكنة، سنحقق النصر بالشباب وبصورة أدق فإن النصر سيكون للشباب"، وأكمل: "أقرأ عن المدن التركية وسأتحدث عن مشاعري في هذا الإطار لاحقاً، أقرأ القرآن الكريم خاصة الأجزاء التي تتحدث عن العدالة وآخذ الملاحظات"، وختم بالقول "أحضرت جميع قصائد ناظم حكمت، وهي موجودة بجانب سريري، أقرأ أيضاً كتاباً عن حاجي بكتاش ولي، وهو كتاب صغير في عدد الصفحات لكنه عميق على نحوٍ لا يُصدّق".
وفي كشفه قراءاته، فإنه من الواضح أن إمام أوغلو يحاول مغازلة مختلف شرائح المجتمع من المحافظين والعلمانيين والأقليات الكبرى. وأوقفت الشرطة التركية إمام أوغلو في 19 مارس/ آذار الماضي للتحقيق معه في قضيتَين؛ الأولى تتعلق بالفساد والرشوة والمحسوبيات، والثانية تتعلق بالإرهاب، واتُخذ قرار بسجنه بعد انتهاء التحقيقات. وخلال سجنه انتخب حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو مرشحاً رئاسياً له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة بعد أكثر ثلاث سنوات، فيما عُزل عن منصبه في البلدية، وعيّن وكيل عنه من حزب الشعب الجمهوري المسيطر على المجلس البلدي، وشهدت البلاد احتجاجات واسعة من المعارضة على اعتقال وسجن إمام أوغلو، ولا تزال الفعاليات مستمرة من حزب الشعب الجمهوري وطلبة الجامعات.
