قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إن قواته المتمركزة داخل غزة تستعد لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ غداً الأحد، وخلال وقف إطلاق النار سينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجياً من مواقع معينة وطرق داخل قطاع غزة. ومع ذلك، قال جيش الاحتلال إنه لن يسمح للسكان الفلسطينيين بالعودة إلى مناطق تتمركز فيها القوات الإسرائيلية أو بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد منتصف ليل الجمعة السبت، أن الحكومة وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي يتضمن تبادلاً للأسرى بين الاحتلال وحركة حماس وعلى هذا الصعيد نشرت وزارة العدل الإسرائيلية، فجر اليوم السبت، قائمة تشمل أكثر من 700 أسير فلسطيني سيجري إطلاق سراحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت وزارة العدل الإسرائيلية إن الأسرى الفلسطينيين لن يجري إطلاق سراحهم قبل الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي يوم غد الأحد، وهو اليوم الذي من المقرر أن تبدأ فيه عملية التبادل. وتشمل القائمة أعضاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبعضهم يقضي أحكاماً بالسجن مدى الحياة وأدينوا بـ"جرائم خطيرة مثل القتل" بحسب الوزارة.
ولم تشمل القائمة على ما يبدو القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، البالغ من العمر 64 عاماً والذي يعد من أبرز الأسرى تحتجزه إسرائيل، وينظر إليه العديد من الفلسطينيين باعتباره المرشح الأبرز لمنصب الرئيس في المستقبل. وكان أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية بالضفة الغربية في أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة. وطالبت حماس إسرائيل بالإفراج عنه في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو الاحتمال الذي استبعده المسؤولون الإسرائيليون.
وكانت مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية كشف، أمس الجمعة، لـ"العربي الجديد" عن بروز خلاف في المراحل الأخيرة من عملية التفاوض حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشأن إدراج أسرى فلسطينيين من "أصحاب الأوزان القيادية الثقيلة" في صفقة التبادل، لافتاً إلى أنه جرى الاتفاق على إرجاء البت في هذه المسألة للمرحلة الثانية من الاتفاق. وقال المصدر إن وفد التفاوض الإسرائيلي كان يتمسك بـ"فيتو" على رموز قيادية في السجون الإسرائيلية، فيما طالب وفد حركة حماس بإرجاء التفاوض بشأن تلك الأسماء إلى المرحلة الثانية. وأشار المصدر إلى اعتراض إسرائيلي على بعض الأسماء، "ولكن كل ذلك سيكون مطروحاً للتفاوض في المرحلة الثانية، وهو الموقف الأخير الذي حُسم في الساعات الأخيرة". وأوضح القيادي أن الاحتلال لا يزال متمسكاً برفض كامل لإطلاق سراح أي مقاتل من الذين عبروا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكن جرى الاتفاق على ترحيل النقاش إلى المرحلة الثانية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مصرية في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الجمعة، أن الجانب الإسرائيلي طالب خلال المفاوضات المتعلقة بتنفيذ بنود الاتفاق بأن يكون تسليم المحتجزين الإسرائيليين على الحدود المصرية، ومن ثم نقلهم إلى إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، أو عبر مروحيات، لافتة إلى أن ذلك يأتي في محاولة من الجانب الإسرائيلي لتجنب المشاهد الاحتفالية التي أثارت مشكلات داخلية في التحالف الحكومي خلال الهدنة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
