احتفالات في المغرب بوقف إطلاق النار في غزة

منذ ١ شهر ٤٧

شارك آلاف المغاربة، مساء الأربعاء، في وقفات ومسيرات في العديد من المدن احتفالا بما اعتبروه انتصارا للمقاومة الفلسطينية ولقطاع غزة بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي.

وشهدت مدن مغربية عدة من بينها الدار البيضاء وآسفي والقصر الكبير وطنجة وشفشاون ووجدة وبني ملال والمضيق والجديدة، وقفات ومسيرات في الساحات وأمام المساجد. وجابت مسيرات بالسيارات عددا من أحياء مدن فاس وتازة وزايو، ابتهاجا بإعلان وقف إطلاق النار في غزة، بعد 467 يوما من العدوان الإسرائيلي. فيما وزع المحتفلون التمر على المارة، احتفالا بـ"انتصار المقاومة الفلسطينية"، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو نشرتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية).

وفي العاصمة الرباط تجمع ناشطون مغاربة، أمام مقر البرلمان، للاحتفاء "بانتصار المقاومة" والإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية والمغربية وصور المسجد الأقصى ولافتات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وترفض التطبيع مع تل أبيب من بينها "معركة الطوفان متواصلة حتى تحرير فلسطين وحتى إسقاط التطبيع".

واعتبر الناشطون الذين شاركوا في الوقفة التي دعت إليها على عجل "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" تحت شعار "وقفة الانتصار"، أنه "بإعلان وقف العدوان على غزة تكون المقاومة الفلسطينية قد حققت انتصارا تاريخيا على العدو الصهيوني المجرم الذي فشل في أهداف الحرب والعدوان".

وردد المشاركون في الوقفة أمام البرلمان المغربي شعارات تمجد "المقاومة في فلسطين وفي باقي ساحات الإسناد"، وتحيي "انتصار غزة وصمودها في وجه عدوان الجيش الإسرائيلي"، وأخرى تطالب بإسقاط التطبيع المغربي مع تل أبيب منها " تحية مغربية للمقاومة الفلسطينية.. للمقاومة اليمنية.. للمقاومة اللبنانية.. للمقاومة العراقية"، "بالطول بالعرض حماس تهز الأرض"، "غزة غزة رمز العزة"، "غزة حرة لن تنهار"، "من المغرب إلى فلسطين شعب واحد مش شعبين"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع".

وقال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) أحمد ويحمان، في كلمة له خلال الوقفة: "اليوم أعلن النصر. نصر المقاومة، وهو وعد الله سبحانه وتعالى ومنطق التاريخ"، معتبرا أن المقاومة الفلسطينية "أوفت بما التزمت به وأسقطت الغطرسة والهمجية الصهيونية".

واعتبر ويحمان أن "المعركة لم تنته بعد، وأنها جولة ووقفة واستراحة رجل محارب، إذ الأقصى ما زال مغتصبا والضفة الغربية يحاك لها ما يحاك، وغزة مدمرة عن آخرها وأهلنا مجوعون ومشردون"، مضيفا: "أهلنا في غزة ينتظرون الغوث والإسهام في إعادة الإعمار وبناء البنية التحتية المدمرة وإعادة الحياة إلى غزة. هذا تحدي، ولكن ليس بعزيز عن أمة المليارين".

في المقابل، أكد أن "المعركة لم تنته في المغرب، إذ يتعين أن نكون في مستوى تضحيات المقاومين في فلسطين الذين حققوا النصر، سقفنا هو إسقاط التطبيع. وما دام مكتب الاتصال الإسرائيلي مفتوحا، فإن سقفنا يبقى مفتوحا حتى يقتنع المسؤولون بضرورة الإسراع بإسقاط التطبيع".

من جهته، قال عضو "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، التي تعد من مكونات "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، حسن بناجح، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا النصر هو أكبر من مجرد اتفاق على وقف إطلاق النار؛ إنه شهادة تاريخية حية يشهدها العالم على إرادة لا تقهر، وشعب عصي على الانكسار"، معتبرا أن "المقاومة الفلسطينية أثبتت مرة أخرى أنها أكبر من أن تحاصر أو تكسر، واستطاعت بإيمانها وعزمها وصلابتها وصواريخها وأنفاقها وعبقريتها العسكرية، أن تهز كيان الاحتلال وكل قوى البطش الداعمة له بكل ترسانتها الحربية والاستخبارية على الأرض وفي البحر والجو".

وتابع: "هذا النصر في غزة هو خطوة أخرى نحو التحرير الكامل لفلسطين. إنه برهان أن الاحتلال، مهما بدا قويا، فإنه يعيش حالة من الضعف الداخلي والهزيمة النفسية. اليقين بالنصر ليس حلما، بل هو حقيقة تتجلى يوما بعد يوم. الأقصى لن يبقى أسيرا، وحيفا ويافا وعكا وكل فلسطين ستعود إلى أهلها بمطلق اليقين".

وفي حين يلقي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بظلاله على المغاربة، تتواصل بشكل شبه يومي الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني. وخرج المغاربة في 5800 تظاهرة و730 مسيرة خلال أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

قراءة المقال بالكامل