ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تقلّص الإمدادات

منذ ٣ أيام ١٢

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، اليوم الأربعاء، بفعل مخاوف حيال الإمدادات مع تكثيف الولايات المتحدة جهودها للحد من صادرات النفط الفنزويلية والإيرانية، في حين قدّم انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية الدعم أيضاً للأسعار. وبحلول الساعة 04.04 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتاً، أو 0.3%، إلى 73.22 دولاراً للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتاً، أو 0.4%، إلى 69.20 دولاراً للبرميل. وبلغ الخامان أعلى مستوياتهما في ثلاثة أسابيع في الجلسة السابقة.

وكتبت محللة السوق في "فيليب نوفا" بريانكا ساشديفا، في تعليق بشأن السوق، اليوم الأربعاء: "تحافظ أسعار الخام على ميلها الصعودي بعد عقوبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على النفط الفنزويلي، وهو ما يثير مخاوف بشأن العرض". وقّع ترامب، أول أمس الاثنين، أمراً تنفيذياً يسمح لإدارته بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على الواردات من أي دولة تشتري النفط الخام والوقود السائل من فنزويلا.

ويمثل النفط سلعة التصدير الرئيسية لفنزويلا. والصين هي أكبر مشتر للنفط الفنزويلي. وفي فبراير/ شباط الماضي، حصلت الصين، بشكل مباشر وغير مباشر، على نحو 503 آلاف برميل يومياً من النفط الخام والوقود الفنزويلي، أي نحو 55% من إجمالي صادرات البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). كما أن الهند وإسبانيا وإيطاليا وكوبا من بين مستهلكي النفط الفنزويلي.

رسمياً، أوقفت الصين استيراد النفط الخام الفنزويلي لفترة بعد العقوبات الأميركية خلال 2019، ولم تستأنف استيراده إلا في فبراير/ شباط من العام الماضي 2024. لكن على الصعيد غير الرسمي، لم يتوقف أكبر بلد مستورد للنفط الخام في العالم عن شراء الخام الفنزويلي، إذ كان يتم إخفاء مصدره غالباً تحت مسمى خليط القار، وفق ما ذكره تجار ومقدمو بيانات مستقلون.

كما فرضت واشنطن، الأسبوع الماضي، جولة جديدة من العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية مستهدفة كيانات مثل شو قوانغ لو تشينغ للبتروكيماويات، وهي مصفاة صغيرة تابعة للقطاع الخاص في إقليم شاندونغ بشرق الصين، وسفن تزود كيانات مماثلة بالنفط. وتمثل خطوة الخزانة الأميركية الجولة الرابعة من العقوبات الأميركية على مبيعات النفط الإيرانية منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترامب في فبراير/ شباط استئناف سياسة "أقصى الضغوط" على طهران بهدف خفض صادراتها من الخام إلى الصفر. وتعد الصين أيضاً أكبر مستورد للخام الإيراني.

كما تلقت السوق دعماً بعدما أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي انخفاض مخزونات الخام الأميركية بمقدار 4.6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 21 مارس/ آذار، وهي علامة على قوة الطلب على الوقود في أكبر اقتصاد في العالم. وكان محللون استطلعت وكالة رويترز آراءهم يتوقعون انخفاضاً قدره مليون برميل. ومن المقرر أن تصدر الحكومة الأميركية البيانات الرسمية بشأن مخزونات الخام اليوم الأربعاء.

ومما حدّ من مكاسب النفط، توصُّل الولايات المتحدة إلى اتفاقين مع أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات في البحر وعلى أهداف الطاقة، مع موافقة واشنطن على الضغط لرفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو. وقالت كييف وموسكو إنهما ستعتمدان على واشنطن في تطبيق الاتفاقين، بينما عبّر كل منهما عن شكوكه في التزام الطرف الآخر.

(رويترز، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل