كتب ـ محمود عجمي:
وصلت قضية عصابة البداري التى استدرجت طفلًا بريئا، وذبحته بوحشية، وبترت كفيه لبيعها إلى المنقبين عن الآثار، اليوم السبت، إلى نهايتها، حيث قضت محكمة جنايات أسيوط بالإعدام شنقًا على أربعة من المتهمين، وبالسجن 15 عامًا على المتهم الخامس.
ففي قرية الهمامية بمركز البداري في محافظة أسيوط، تحولت براءة الطفولة إلى مأساة مروعة؛ إذ قام خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أشقاء، بذبح الطفل محمد عصام البالغ من العمر 8 سنوات وقطع يديه، بهدف بيعها للمنقبين عن الآثار لاستخدامها في أعمال التنقيب، طمعًا في الثراء السريع.
محمد عصام، الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات، الذي كان معروفًا ببراءته ومرحه، أصبح ضحية لمؤامرة دنيئة. كان محمد يلعب ببراءة مع أصدقائه في الشوارع الضيقة ويستمتع بوقته في الحقول الخضراء المحيطة بمنزله، دون أن يدرك أن ثلاثة من أقاربه كانوا يخططون لقتله وتقطيع يديه لبيعها للمنقبين عن الآثار.
لكن في يوم 18 يونيو، تحولت حياة محمد إلى كابوس مفجع. كان يلعب كعادته عندما استدرجه أحد أقاربه، مدعيًا أنه بحاجة إلى مساعدته في حظيرة المواشي. لم يكن محمد يدرك أن هذا القريب، مع شقيقيه وشخصين آخرين، كانوا يخططون لجريمة بشعة.
في يوم 18 يونيو الماضي، وجهت النيابة العامة اتهامات إلى كل من "مدحت. ع. أ" (19 عامًا، طالب)، وشقيقيه "مصطفى. ع. أ" (15 عامًا، طالب)، و"محمود. ع. أ" (22 عامًا، فلاح)، بالإضافة إلى "فارس. د. م" (18 عامًا، طالب)، و"شكري. أ. ع" (76 عامًا، فلاح).
وفقًا للنيابة، قام المتهمون الثلاثة الأوائل بقتل الطفل "محمد. ع. أ" عمدًا مع سبق الإصرار، بهدف استخدام كفيه في أعمال السحر وفتح المقابر الأثرية، وخططوا للجريمة بعناية وانتظروا لحظة مناسبة لتنفيذها.
استدرج المتهم الثاني الطفل إلى حظيرة المواشي بحجة مساعدته في الأعمال هناك، وعندما تمكنوا منه، قام المتهم الأول بطرحه أرضًا بينما أمسك الثاني بقدميه لمنعه من المقاومة. ثم قام المتهم الأول بذبح الطفل باستخدام سكين كان قد أعدها مسبقًا وبتر كفيه، بينما كان المتهم الثالث موجودًا لدعمهم.
في تطور جديد للقضية، ارتبطت الجريمة بجناية أخرى حيث قام المتهمون في نفس الزمان والمكان باختطاف الضحية عن طريق التحايل، و استدرج المتهم الثاني الضحية إلى حظيرة المواشي الخاصة بهم، مستغلاً صغر سنه ومقنعاً إياه بمساعدته في بعض الأعمال، وتواجد المتهمان الأول والثالث في مسرح الجريمة لدعمه، بهدف عزل الضحية بعيداً عن أعين ذويه وتنفيذ جريمتهم.
أمام عبدالله زايد، وكيل النائب العام ورئيس نيابة مركز البداري بأسيوط، اعترف المتهم الرئيسي "مدحت. ع. أ"، البالغ من العمر 19 عامًا، بتفاصيل الواقعة. قال المتهم: "قبل يوم من الواقعة، كنت أفكر في قتل "محمد. ع. أ" للحصول على كفوف يديه لإعطائها للمنقبين عن الآثار لاستخدامها في استخراج الآثار. اتفقت مع شقيقي الأصغر "مصطفى"، المتهم الثاني، وفي صباح اليوم التالي خرجت من المنزل ووجدت الطفل "محمد" يلعب مع أحد أصدقائه أمام منزلهم المجاور لمنزلنا. طلبت من شقيقي مصطفى أن يستدرجه إلى الزريبة الخاصة بنا بحجة جمع مخلفات المواشي. بالفعل، استدرجه شقيقي، ولكن كان معه طفل آخر يلعب معه. بعد جمع كمية من المخلفات، شعر صديق محمد بالتعب وطلبت منه العودة إلى منزله، بينما بقي محمد معنا في الزريبة."
قال المتهم: "بعد أن أمسكت بـ (محمد)، أخذت منه الهاتف المحمول، وعندها بدأ يصرخ بصوت عالٍ. فقمت بإسقاطه على الأرض وطلبت من شقيقي الأصغر (مصطفى) أن يمسك بقدميه". وأضاف: "بعد ذلك، أخرجت سكينًا من جوال كان معي، وقمت بذبحه".
وتابع المتهم وصفه المروع للأحداث: "بعد أن تأكدت من وفاته، قمت بقطع كفيه ووضعتهما في كيس بلاستيك أسود، ثم دفنته في الزريبة". وأشار إلى أنه نقل جثة الطفل إلى جانب حائط الزريبة وقام بتغطيتها بجوال، قبل أن يعطي الهاتف المحمول لشقيقه (مصطفى) ويعود إلى المنزل.
ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، حيث كشف المتهم عن دور شقيقه الآخر (محمود) - المتهم الثالث في القضية - في التخلص من الأدلة. وقال: "عندما ذهب (محمود) إلى الزريبة، وجد شقيقنا (مصطفى) ومعَه الهاتف، فسأله عن صاحبه. فأخبره بما حدث، فأخذ منه الهاتف وقام بتحطيمه وإلقائه داخل فرن للتخلص منه".
وأضاف المتهم: "بعد ذلك، أخرج (محمود) الهاتف من الفرن ووضعه في كيس، ثم طلب من شقيقنا الآخر (المتهم الثاني) دفنه في منطقة بعيدة لإبعاد الأنظار عنهم".
وتابع المتهم: "في المساء، جاء إليّ شقيقي (محمود) - المتهم الثالث - وأخبرني أن رائحة كريهة بدأت تتصاعد من جثة محمد في الزريبة".
وأضاف: "فذهبت أنا وشقيقي (مصطفى) إلى الزريبة، وقمنا بوضع الجثة في جوال، ثم حملتها وألقيناها في منطقة زراعية بعيدة عن المنزل".
وتابع المتهم وصفه المروع للأحداث: "بعد ذلك، عدت إلى الزريبة وأخذت الكيس الذي وضعت فيه كفي الطفل، حيث كنت أنوي بيعهما لأشخاص يعملون في التنقيب عن الآثار، لكنني وجدتهما في حالة تعفن متقدمة".
وأكمل المتهم: "عندها، قمت بتقطيع الكفين المتعفنين بالسكين وخلطتهما بمخلفات الدجاج، ثم ألقيت الخليط للكلاب".
