أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الاثنين، انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري بعد أربعة أيام من الاشتباكات، فيما يخيم الهدوء الحذر على معظم القرى، باستثناء بعض المناطق التي شهدت تجاوزات من قبل عناصر مسلحة، شملت السرقات والاعتداءات على الممتلكات، أبرزها قرية تلارو في ناحية الفاخورة بمحافظة اللاذقية، وقرية حريصون في طرطوس. وبدأ وفد من الأمم المتحدة جولات ميدانية في قرى طرطوس واللاذقية للتحقق من الأحداث والاستماع إلى شهادات السكان.
يقول علاء سليمان، أحد سكان مدينة طرطوس، لـ"العربي الجديد"، إن الأيام الماضية شهدت توترات في حي العريض الذي يقطن فيه، حيث أطلق مجهولون النار عشوائياً على المارة يوم السبت، مما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين. ورغم تراجع حدة التوتر تدريجياً منذ ظهر الأحد، لا يزال السكان متخوفين من فتح محالهم التجارية أو الخروج من منازلهم. وأضاف سليمان أن منزله يفتقر إلى الخبز والمواد الغذائية، لكنه يخشى التنقل لشراء المستلزمات بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وفي السياق ذاته، أفادت سيدة من قرية حريصون، تقيم في دمشق، وتحفظت على ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، بأنها تواصلت مع أفراد من عائلتها صباح اليوم، حيث أكدوا دخول مجموعات مسلحة مجهولة إلى القرية، تسببت في حرق منازل وتخريب محال تجارية وإطلاق نار في الهواء. وأوضحت أن الأهالي تواصلوا مع الأمن العام، الذي استجاب وأرسل قوات إلى القرية.
توثيق المجازر واستمرار الانتهاكات
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، كشف يامن الحسين، عضو مجموعة السلم الأهلي في سورية، أن فرق المجموعة وثقت حتى يوم أمس مقتل 717 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، بناءً على انتمائهم الطائفي. وأشار إلى أن أكثر المجازر ارتُكبت في حي القصور بمدينة بانياس، بالإضافة إلى قرى جبلة واللاذقية وطرطوس.
وأضاف الحسين أن العديد من القرى لا تزال تشهد انتهاكات رغم إعلان انتهاء العمليات العسكرية، مرجحاً ارتفاع عدد الضحايا مع الكشف عن مزيد من الحقائق، خاصة في المناطق التي انقطع عنها التيار الكهربائي، مما حال دون توثيق الأحداث بشكل فوري. كما أكد أن بعض العناصر المسلحة المنفذة للانتهاكات تتبع للجيش السوري، فيما ينتمي آخرون إلى مجموعات مدنية استُدعيت خلال إعلان النفير العام الذي أطلقه موالون للسلطة الجديدة.
تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية
وأشار الحسين إلى أن الوضع الإنساني والصحي في القرى المتضررة يزداد سوءاً، حيث يواجه السكان صعوبات في إسعاف الجرحى أو دفن الضحايا بكرامة، وسط نداءات لمنظمات الدفاع المدني والخوذ البيضاء للتدخل. وفي ظل تصاعد المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، أصدر الرئيس السوري، أحمد الشرع، أمس الأحد، قراراً بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل التي وقعت في السادس من مارس/آذار. إلا أن الحسين شدد على ضرورة أن يشمل التحقيق جميع أيام المجازر وليس يوماً واحداً فقط، داعياً إلى وقف التحريض الإعلامي.
أزمة الكهرباء تفاقم المعاناة
من جهة أخرى، تعاني محافظة اللاذقية من انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثالث على التوالي. وصرح مدير المكتب الصحافي في وزارة الكهرباء، علاء سودا، لـ"العربي الجديد"، بأن المحافظة تعرضت لانقطاع عام في الكهرباء بسبب عمليات تخريبية نفذتها مجموعات من فلول النظام السابق، استهدفت خط التوتر العالي 230 ك.ف وأجزاء من البنية التحتية الكهربائية. وأكد سودا أن الفرق الفنية المختصة أنهت أعمال إصلاح الخطوط المتضررة وأعادت التغذية الكهربائية للمحافظة.
