رفعت إدارة المحروقات التابعة للإدارة الذاتية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال وشرق سورية، اليوم الأحد، سعر أسطوانة الغاز المنزلي الواحدة من 7 إلى 10 دولارات. وأبلغت مديرية المحروقات مراكز ومعتمدي بيع الغاز المنزلي تعميما بالسعر الجديد عبر مجموعات "واتساب"، من دون إصدار قرار رسمي، وسط أزمة في توفر المادة في الأسواق منذ نحو شهر.
ولاقى رفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي استياء شعبيا ورفضا كبيرين تجسّد في حملة للناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال عبد الرحمن عبد الله، وهو من سكان الحسكة لـ"العربي الجديد": "لا يمكن القبول بأي ارتفاع جديد لأسعار المواد بعد اليوم، وارتفاع الأسعار لم يعد بالإمكان تقبله، في ظل عدم دفع الرواتب منذ قرابة 3 أشهر".
وأضاف أنه "حتى لو تم دفع الرواتب فإنني لا أستطيع أن أدفع ثلث راتبي التقاعدي لشراء أسطوانة غاز واحدة. علما أننا ربما نحتاج إلى أسطوانتين في الشهر الواحد، وعليّ دفع قرابة 400 ألف ليرة سورية (نحو 44 دولارا) فاتورة كهرباء شهريا، عدا عن الأكل واللباس والماء والمواصلات وغيرها".
وتقول هدى إسماعيل، من مدينة عامودا شمال الحسكة لـ"العربي الجديد"، إن "المشكلة لا تقتصر على رفع سعر الأسطوانة، بل هناك مشكلات أخرى تتعلق باختلاف وزن هذه الأسطوانات وإفراغ كميات من الغاز منها قبل بيعها للمواطن، وأيضا نوعية الأسطوانات والتي أغلبها أصبحت غير صالحة للاستخدام وتشكل خطرا على حياة المواطنين".
من جهته، قال أدهم محمد لـ"العربي الجديد": "عندما يصدر قرار برفع سعر أسطوانة الغاز من دون قرار رسمي ومن دون سابق إنذار، هذا يعني أننا لسنا أمام مؤسسات رسمية يمكن محاسبتها أو الاعتراض عليها أو مناقشتها". وأضاف محمد "كلنا يعلم أن مناطقنا تدار اقتصاديا من كوادر حزبية غير معروفين ولا ظهور إعلامي لهم على أية وسيلة إعلامية، وكل ما نعرفه أن القياديين المتحكمين في جميع الموارد الاقتصادية يسميان علي شير وشيار".
وقال محمد أبو قصي، أحد معتمدي الغاز في مدينة القامشلي، إنه لم يستلم أي دفعة من أسطوانات الغاز المنزلي، منذ أكثر من شهر. كما طُلب من جميع معتمدي وموزعي أسطوانات الغاز استلام 10 دولارات بدلًا من 7 من الأهالي ثمنا للأسطوانة المسجلة حديثاً، وهو ما أثار جدلاً بينهم وبين المواطنين الذين فوجئوا بالسعر الجديد.
وفي هذا الوقت، يشتكي الأهالي من ندرة الغاز وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، حيث تتراوح بين 150 ألفا إلى 200 ألف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة. وكانت قسد أعلنت، أمس السبت، أنها سوف تسلم مليون متر مكعب من الغاز يوميا لمحطات الطاقة التابعة لوزارة النفط السورية.
(الدولار= 9100 ليرة سورية تقريبا)
