سطّر منتخب الأردن صفحة تاريخية بتأهله إلى مونديال 2026، محققاً أرقاماً غير مسبوقة في مسيرته، ليصبح أول منتخب عربي يبلغ نهائيات كأس العالم التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا. كما بات عاشر المنتخبات العربية التي تشارك في البطولة العالمية، ما يضفي على هذا الإنجاز بُعداً استثنائياً يعكس الشغف الكبير الذي أظهره نجوم "النشامى" خلال التصفيات بفضل لاعبين طموحين، مثل موسى التعمري (27 عاماً)، ويزن النعيمات (26 عاماً)، والمهاجم علي علوان (25 عاماً).
واجتمعت الصفات الحميدة في المنتخب الأردني، الذي أبدى استعداده للتأهل وخوض مباريات المونديال، ومن بينها تطوره الفني والتكتيكي، والتزام لاعبيه بالروح العالية، رغم أن القرعة وضعته في مجموعة قوية جداً، ضمت منتخبات: كوريا الجنوبية والعراق وعمان وفلسطين والكويت، لكن الثقة العالية التي اكتسبها بمرور المباريات، سمحت له بضمان التأهل قبل نهاية التصفيات بجولة كاملة، وجمع 16 نقطة بفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر الكوري.
وأصبح المنتخب الأردني أول منتخب عربي يحجز بطاقة التأهل رسمياً إلى مونديال 2026، رغم حدة المنافسة في المجموعات الثلاث وقوة الأسماء التي تزخر بها المنتخبات العربية. لكن "النشامى" عرفوا كيف يحققون الهدف بذكاء، متفادين فخ الارتباك وسيناريوهات النتائج السلبية، ليجتازوا التحديات بثبات وتركيز، ويحصلوا على التأشيرة الأولى ويزيحوا شيئاً من الضغط عن جماهيرهم في أرجاء المملكة.
وبهذا التأهل، صار منتخب الأردن المنتخب العربي العاشر الذي سيشارك في كأس العالم، بعد منتخبات: السعودية والمغرب وتونس، التي شاركت في ست نسخ، والجزائر التي كانت حاضرة في أربع مناسبات، ومصر المشاركة في ثلاث نسخ، بالإضافة إلى الإمارات والعراق والكويت وقطر، التي حضرت في النسخة العالمية مرة واحدة.
وكسر منتخب الأردن عقدة لازمته منذ أول ظهور دولي له عام 1953 في مصر، حين واجه منتخب سورية، ليفتح صفحة جديدة نحو تحديات أكبر، بعدما تجاوز أصعبها بانتزاع بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، وبهذا الإنجاز، يرتفع سقف الطموحات لدى اللاعبين والمشجعين على حد سواء، لتتحوّل الأنظار نحو إنجاز جديد يتمثل في التتويج بلقب كأس آسيا، خصوصاً في ظل توفر الظروف المواتية لتحقيق هذا الحلم.
