دان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، مقتل عشرات المدنيين، بينهم عاملون في المجال الإنساني، في الهجمات التي وقعت نهاية الأسبوع على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك وغيرهما من المواقع المجاورة التي يحاول النازحون البحث عن مأوى آمن فيها، بولاية شمال دارفور في السودان.
ولفت دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك إلى بيان صادر عن منسقة الشؤون الإنسانية المقيمة في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، التي أدانت كذلك العنف "بأشد العبارات". ودعت المنسقة إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مؤكدة ضرورة تقديم جميع المسؤولين عن تلك الجرائم إلى العدالة. وأشار دوجاريك إلى تقارير أصدرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان مفادها "أن الأرقام الأولية من مصادر محلية تشير إلى مقتل أكثر من 300 مدني، بمن فيهم عشرة من العاملين في المجال الإنساني من منظمات الإغاثة الدولية غير الحكومية الذين فقدوا أرواحهم أثناء إدارة أحد المراكز الصحية العاملة في مخيم زمزم".
وقال إن "منطقة الفاشر تعاني من حصار منذ أكثر من عام، ما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من المساعدات الإنسانية الضرورية. وكما ذكرنا لكم مرارًا، فقد رُصدت حالات مجاعة في مخيم زمزم ومخيمين آخرين للنازحين في المنطقة". ولفت الانتباه إلى تقارير للمنظمة الدولية للهجرة مفادها أن "ما لا يقل عن 16 ألف شخص نزحوا من مخيم زمزم خلال الفترة نفسها، حيث فر كثيرون إلى الفاشر وطويلة". وتحدث عن تقارير محلية تشير إلى تدهور الوضع الإنساني في الفاشر بشكل سريع بسبب استمرار العنف وتزايد تدفق النازحين. وفي بلدة أم كدادة في شمال دارفور شرقًا، قُتل أكثر من 50 شخصًا ودُمر 900 منزل في القتال الأخير، وفقًا لمصادر محلية.
وتحدث عن مواجهة السكان والنازحين في زمزم والفاشر نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمستلزمات الصحية. وأشار المسؤول الأممي إلى ارتفاع "أسعار الديزل خمسة أضعاف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما حدّ بشكل كبير من إمكانية الحصول على مياه شرب آمنة، وأجبر على تعليق بعض خدمات نقل المياه بالشاحنات". وتحدث دوجاريك أيضاً عن مواجهة النظام الصحي "في السودان ضغوطاً مُقلقة. وقد تحققت منظمة الصحة العالمية من حوالي 160 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية منذ اندلاع النزاع، ما أسفر عن أكثر من 300 حالة وفاة. وأصبح ثلث المستشفيات في سبع ولايات خارج الخدمة، وقد أجبرت تخفيضات التمويل الأخيرة شركاء الصحة على تقليص دعمهم لأكثر من 300 مرفق صحي في جميع أنحاء السودان"، وطالب جميع الأطراف بوقف القتال.
وفي سياق متصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، حول مقتل المئات في هجمات قوات الدعم السريع في شمال دارفور بالسودان: "إن الهجمات واسعة النطاق التي شنتها قوات الدعم السريع على مخيمي زمزم وأبو شوّك للنازحين، وعلى مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة، تكشف بشكل صارخ التكلفة الباهظة لعدم تحرك المجتمع الدولي، على الرغم من تحذيراتي المتكررة - بما في ذلك في بياني الصادر يوم الجمعة الماضي - من تزايد المخاطر على المدنيين في المنطقة".
وأضاف: "يقع على عاتق قوات الدعم السريع بموجب القانون الدولي الإنساني الالتزام بضمان حماية المدنيين، بما في ذلك من الهجمات ذات الدوافع العرقية، وتمكين المدنيين من الخروج الآمن من المدينة. إن للضحايا الحقَ في معرفة الحقيقة وفي العدالة وجبر الضرر". وختم: "يدخل الصراع عامه الثالث الثلاثاء. على جميع الأطراف، وكلّ من له نفوذ، أن يجدّد العزم على اتخاذ خطوات فعّالة نحو حلّ الصراع".
