أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الجمعة، إلى أنّ إسرائيل تمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، باستثناء القليل منها، حيث لا يدخل أي طعام جاهز للأكل تقريباً إلى ما وصفه المتحدث باسم المكتب بأنه "أكثر بقاع الأرض جوعاً".
وأفاد المتحدث باسم المكتب ينس لايركه بأنّ 600 شاحنة مساعدات فقط من أصل 900 مُصرح لها بالوصول إلى حدود إسرائيل مع غزة، ومن هناك، جعلت مجموعة من العوائق البيروقراطية والأمنية من شبه المستحيل إدخال المساعدات بأمان إلى القطاع. وأضاف، في مؤتمر صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيف: "ما تمكّنّا من إدخاله هو الدقيق (الطحين). هذا ليس جاهزاً للأكل، أليس كذلك؟ يجب طهيه". وتابع: "إنها المنطقة المحددة الوحيدة، البلد أو القطاع المحدد الوحيد داخل بلد، حيث كل السكان معرّضون لخطر المجاعة".
وذكر توماسو ديلا لونجا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أنّ نصف مرافقها الطبية في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود أو المعدات الطبية. ووفقاً لتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في مايو/ أيار الجاري، سيواجه 470 ألف شخص في غزة جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة والأشد من التصنيف) خلال الفترة بين مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول 2025، بزيادة قدرها 250% عن تقديرات التصنيف السابقة. ويحدد التقرير أنّ السكان بأكملهم يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يتوقع أنّ 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أُم سيحتاجون إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد. وفي بداية عام 2025، قدرت الوكالات أن 60 ألف طفل سيحتاجون إلى العلاج.
وكانت 17 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية قد أوضحت أن الغالبية العظمى من الأطفال في غزة يواجهون حرماناً غذائياً شديداً. ومن المتوقع حدوث زيادات سريعة في سوء التغذية الحاد في محافظات شمال غزة وغزة ورفح، إلى جانب محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية والنقص الحاد في المياه النظيفة والصرف الصحي.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
