أكد الاتحاد الأفريقي، اليوم الجمعة، أنه يتابع بـ"قلق عميق" التطورات في إقليم تيغراي الإثيوبي، حيث يهدد التوتر بين فصيلين متخاصمين اتفاقاً هشاً للسلام. وقال في بيان، إن "الاتحاد الأفريقي يتابع عن كثب وبقلق عميق تطور الوضع ضمن جبهة تحرير شعب تيغراي. ويؤكد الاتحاد الأفريقي أهمية الاستقرار والسلام في المنطقة، داعياً كافة الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس والخوض في حوار بنّاء".
وأضاف الاتحاد الأفريقي أنه "يؤكد أن الامتثال (لاتفاق السلام) ضروري للمحافظة على السلام الذي تم نيله بشق الأنفس وتهيئة بيئة مواتية لبناء السلام المستدام والمصالحة والتنمية". وأنهى اتفاق للسلام أُبرم في 2022 حرباً استمرت عامين بين متمردي تيغراي والحكومة الفيدرالية الإثيوبية، وأودت بحياة ما يصل إلى 600 ألف شخص. لكن الفشل في تطبيق بنود الاتفاق كاملة غذى الانقسامات في صفوف النخبة السياسية في تيغراي، ما أدى، إلى جانب تدهور العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا المجاورة، إلى مفاقمة المخاوف من إمكانية اندلاع نزاع جديد.
ويتصاعد التوتر بين فصيلين من الحزب الحاكم في إقليم تيغراي، وناشد رئيس الإدارة الإقليمية المؤقتة، غيتاتشو رضا، الحكومة الإثيوبية تقديم المساعدة في وقت يواجه نفوذه تحدياً من حليفه السابق زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي، ديبريتسيون جبريمايكل. وسيطرت قوات موالية لديبرتسيون، الثلاثاء الماضي، على أديغرات ثاني كبرى مدن تيغراي، بعد إعلان الإدارة المؤقتة إقالة ثلاثة من كبار المسؤولين في الجيش المحلي المعروف باسم قوّات الدفاع عن تيغراي، متهما فصيلهم بمحاولة "السيطرة على تيغراي بأكملها".
وقال شيتيل تروونفول، الأستاذ في جامعة أوسلو المتخصص في شؤون المنطقة، لوكالة فرانس برس: "نقترب من حرب جديدة بين إريتريا وإثيوبيا منذ السنتين الماضيتين"، وأوضح أن استياء الرئيس الإريتري إسياس أفورقي من اتفاق السلام لعام 2022، وطموح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإنشاء مرفأ على البحر الأحمر، والاهتمام الجيوسياسي الذي تلقاه المنطقة من دول في الشرق الأوسط، هي عوامل ساهمت جميعها في تصاعد التوتر، ورأى أن تلك الأسباب "جعلت الدولتين تقتربان أكثر من حرب جديدة"، معتبراً أن "الوضع في تيغراي قد يكون العامل المفجّر" للحرب.
تُعتبر تيغراي موطن جماعة عرقية ظلّت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود، إلى حين تولي أبي أحمد السلطة في عام 2018. ويقع الإقليم شمال إثيوبيا، تحدّه من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن الجنوب إقليم أمهرة. وتُشكّل هذه الجماعة حوالي 6% من سكان إثيوبيا، لكن تاريخ المنطقة السياسي جعلها أغنى وأعظم تأثيراً من مناطق أخرى تتفوق عليها في عدد السكان. وكان التيغراي يهيمنون على الساحة السياسية في إثيوبيا منذ إطاحة زعيم المجلس العسكري منغستو هيلا مريام عام 1991، لكن نفوذهم تراجع في ظل حكم أبي أحمد وانسحبت "جبهة تحرير شعب تيغراي" من الائتلاف الحاكم في 2019.
(فرانس برس، العربي الجديد)
