أكد الصحافي عصري فياض من مخيم جنين، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت، اليوم الأحد، مشيعين فلسطينيين من مواراة شهداء جنين الثرى في مقبرة المخيم، ما اضطرهم إلى تأجيل التشييع، الذي جرى بعد تنسيق مع هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية. وأشار فياض إلى أن جيش الاحتلال تذرّع بأنه سيقوم بتفجيرات في المخيم.
وقبل ذلك، شرع الفلسطينيون في تشييع جثامين 14 شهيداً استشهدوا برصاص وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على جنين في 21 من يناير/كانون الثاني الماضي. وانطلقت مراسم التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، حيث ودّعت العائلات جثامين تسعة شهداء من مخيم جنين، استشهدوا في اليوم الأول من العدوان. وبعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، نُقلت جثامينهم بواسطة سيارات إسعاف إلى مقبرة شهداء المخيم، حيث أُديت صلاة الجنازة عليهم قرب المقبرة، قبل أن يمنع الاحتلال مواراتهم الثرى.
وفي الحي الشرقي لمدينة جنين، شيّع الفلسطينيون جثامين ثلاثة شهداء من عائلة السعدي، بينهم الطفل أحمد عبد الحليم السعدي (16 عاماً)، إلى جانب نور وتمام السعدي، وجميعهم أبناء عمومة استُشهدوا الليلة الماضية، إثر قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء تواجدهم بالقرب من منازلهم. وانطلق موكب التشييع من مستشفى جنين الحكومي باتجاه منازلهم في الحي الشرقي، حيث ألقت العائلات نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن يُحمل الشهداء على الأكتاف في مسيرة جابت شوارع الحي الشرقي، وأُديت صلاة الجنازة عليهم في مسجد خالد بن الوليد، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة شهداء الحي.
وفي بلدة قباطية جنوب جنين، شُيّع جثمانا الشهيدين صالح زكارنة وعبد الهادي علاونة، اللذين استشهدا إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية مركبتهما، مما أدى إلى تمزق جثمانيهما إلى أشلاء. وانطلق موكب التشييع من أمام مركز قباطية الطبي باتجاه منزلي عائلتي الشهيدين لإلقاء نظرة الوداع، قبل أن يُحمل الجثمانان على الأكتاف إلى مسجدي صلاح الدين والفرقان، حيث أُديت صلاة الجنازة، ثم ووريا الثرى في مقبرتي العائلتين.
من جانب آخر، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي حذّرت عدداً من العائلات القاطنة في محيط مخيم جنين من نيتها تفجير عدد من المنازل القريبة اليوم. وطلبت قوات الاحتلال من السكان فتح نوافذ منازلهم تحسباً لتأثير الانفجارات، من دون تقديم أي تفاصيل حول طبيعة هذه التفجيرات أو أسباب استهداف تلك المنازل.
ولليوم الثالث عشر على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيم جنين وسط حصار المخيم، واستشهد منذ بداية العدوان الشهر الماضي 26 فلسطينياً من المدينة والمخيم وعدد من القرى والبلدات في محافظة جنين. وأجبرت قوات الاحتلال غالبية عائلات مخيم جنين على النزوح منه، فيما دمرت قوات الاحتلال البنية التحتية وهدمت وأحرقت ونسفت عشرات المنازل، علما بأنه لا توجد إحصائية نهائية لعدد المنازل المهدومة والمدمرة أو حصر للأضرار.
