الاحتلال يرفض مجدداً تسليم الحرم الإبراهيمي للفلسطينيين بشكل كامل

منذ ٤ ساعات ١٥

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي للجمعة الثالثة على التوالي في شهر رمضان رفض تسليم مرافق وساحات وبوابات الحرم الإبراهيمي في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بشكل كامل للإدارة العامة لمديرية الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وذلك في إجراء يخالف التفاهمات المعمول بها منذ عام 1994، التي تشير إلى أحقية المسلمين الصلاة في جميع مرافق الحرم من دون انتقاص.

وترفض سلطات الاحتلال تسليم الأجزاء الشرقية من الحرم عند ما يُعرف بـ"مصلّى الجاولية" وباب الطوارئ، على الرغم من أن التوصيات الإسرائيلية نصّت على أنه يحقّ للمسلمين استخدام جميع أجزاء الحرم في 10 أيام من كل عام، في مختلف المناسبات الدينية، من بينها أيام الجمعة في رمضان، وكذلك لليهود في 10 أيام خلال أعيادهم السنوية.

وكانت هذه التوصيات صادرة عما يُعرف بـ"لجنة شمغار"، وهي لجنة إسرائيلية حققت في مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين في 25 فبراير/ شباط 1994، وأسفرت عن استشهاد 29 مصلياً وإصابة 150 آخرين. وبحسب مدير الحرم الإبراهيمي معتز أبو سنينة، فإن سلطات الاحتلال تذرّعت بهذا الإجراء الذي يُعتبر انتهاكاً صريحاً لقدسية المكان، بالقول إنها تريد عدم وصول المصلّين المسلمين إلى الجزء الشرقي من الحرم خشية الاحتكاك مع المستوطنين والاعتداء عليهم.

ويردّ أبو سنينة، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن ادعاء سلطات الاحتلال باطل كون المستوطنين غالباً لا يوجدون قرب هذا الجزء من الحرم الابراهيمي، ما يعني أن ثمّة نِيّات إسرائيلية مبيّتة بحقّ الحرم، مرتبطة بالسيطرة عليه، وتنفيذ مخططات تحويله إلى كنيس يهودي بالكامل. ويؤكد أبو سنينة أن رفضهم تسلّم أجزاء الحرم منقوصاً هو تعبير عن رفض قبول الأمر الواقع الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرضه بشكل تدريجي على الحرم الإبراهيمي، الذي عانى في السنوات الماضية إجراءات تهويدية مختلفة، مثل تغيير معالمه التاريخية، وإجراء حفريات أسفله، وتركيب مصعد في الشق المستولى عليه لصالح اليهود.

ويواجه الحرم الإبراهيمي منذ بداية شهر رمضان، خاصّة في أيام الجمعة، إجراءات مشدّدة خلال الوصول إليه، حيث يوضح أبو سنينة أنه في الأعوام الماضية جرت العادة أن يصل الحرم آلاف الوافدين والمصلّين. وكانت الطرق المؤدية إلى الحرم عبر الحواجز الرئيسية الثلاثة متاحة من "حاجز 160، وحاجز أبو الريش، وحاجز البلدة القديمة"، وهي الحواجز التي تفصل بين الحرم الإبراهيمي والمناطق المغلقة في الخليل القديمة، وبين المنطقة الجنوبية، وبين مختلف مناطق المدينة الواصلة بين السوق الرئيسي والحرم، غير أن المختلف للعام الثاني على التوالي هو حصر الطريق إلى الحرم عبر مدخل واحد فقط هو مدخل البلدة القديمة.

وطوال الطريق الواصل من بداية البلدة القديمة في مدينة الخليل حتى مدخل الحرم الإبراهيمي، يمرّ المصلّون عبر 3 بوابات إلكترونية، إضافة إلى عدد من نقاط تمركز قوات الاحتلال المدججين بالأسلحة على أسطح المنازل والمحلّات التجارية، ويمنع مرور مركبات الإسعاف كما جرت العادة في السنوات السابقة، وبشكل غير مسبوق يتم منع الشبّان الذين تقلّ أعمارهم عن 25 عاماً من الوصول إليه، عدا عن عرقلة وصول سدنة الحرم وطواقم مديرية الأوقاف، وإجبار عدد من الوافدين على الصلاة خارج الحرم، بعد تعطيل دخولهم بحجّة التفتيش لدواعٍ أمنية، وفق أبو سنينة.

ذلك كلّه أدى إلى انخفاض أعداد الوافدين إلى الحرم الإبراهيمي بشكل ملحوظ، وفق أبو سنينة، الذي يشير إلى أن آلاف المصلين أدوا صلاة الجمعة رغم كلّ إجراءات التضييق. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الأوقاف بياناً قالت فيه إنه على الرغم من تضييقات الاحتلال، عج الحرم الإبراهيمي بالمصلين الذين أصرّوا على أداء صلاتهم في هذا المكان المبارك. وشدد البيان على ضرورة تكثيف الحضور في الحرم، وأداء الصلاة فيه لحمايته من مخططات الاحتلال، والحفاظ على الهوية الدينية والإسلامية، وعلى أهمية إعماره بالحضور المستمر فيه.

قراءة المقال بالكامل