تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسط تصعيد عسكري عنيف وأزمة إنسانية خانقة، في وقت تتكثف فيه الضغوط والمواقف الدولية المتباينة، بينما تتعثر جهود التهدئة على وقع غارات جوية دامية ورفض إسرائيلي للمبادرات المطروحة. ويوم أمس الخميس، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 127 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، وفق وسائل إعلام فلسطينية. واستهدفت الغارات منازل وخيام نازحين وتجمعات مدنية، ما يفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع منذ أشهر.
وفي تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع وزراء خارجية "ناتو" في أنطاليا، عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن انزعاج بلاده من تفاقم الأزمة الإنسانية، مشددًا على أن الولايات المتحدة "ليست غير مكترثة بمعاناة سكان غزة"، في حين لا تزال المعابر مغلقة والمساعدات محتجزة. كما أجرى روبيو محادثة هاتفية مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صباح الخميس، دون أن تسفر عن أي اختراق حقيقي في هذا الملف.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" إلى تنفيذ التفاهمات التي جرت مع الجانب الأميركي بخصوص إدخال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، مؤكدة أن مبادرتها الأخيرة بالإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكسندر جاءت كبادرة حسن نية قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة. وحذرت الحركة من أن "عدم الالتزام بهذه الخطوات سيُلقي بظلال سلبية على أي جهود لاحقة لاستكمال مفاوضات تبادل الأسرى".
في المقابل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن نتنياهو رفض مقترحًا جديدًا قدّمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، رغم ما قالت القناة إنه "قبول من حركة حماس وإشارات إيجابية من الوسطاء". وبحسب القناة، فإن المقترح الأميركي يتضمن خطة شاملة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين وإزاحة "حماس" عن الحكم في قطاع غزة، لكن حكومة الاحتلال رفضت التعامل معه.
تطورات الحرب على غزة ينقلها "العربي الجديد" أولاً بأول...
