الاحتلال يعتقل الشقيقات الزهور الثلاث في الخليل

منذ ١ يوم ٢٢

استيقظت عائلة الأسير المحرّر عبد المهدي الزهور على وقع خبر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، بلدة بيت كاحل شمال غربي الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، واعتقال بناته الثلاث إيمان وأفنان وإيناس بعد اقتحام متزامن لمنازلهنّ، وتفتيشها وتخريبها وترهيب الأطفال فيها.

ويقول والد الشقيقات الزهور الثلاث عبد المهدي لـ"العربي الجديد" إنّ "الاقتحام بدأ بعد صلاة الفجر، عند الساعة الخامسة والنصف، وهو توقيت لا تجري فيه اعتقالات في العادة. واقتحمت قوات الاحتلال منزل إيمان الزهور، التي تعمل في مجال التعليم (كما شقيقتاها) مع وزارة التربية والتعليم ببلدة تفوح غربي الخليل"، مشيراً إلى أنّ "زوجها معين زهور معتقل إدارياً في سجن نفحة منذ 20 شهراً، فيما يقبع ابنها الأكبر عبد الله في سجن عوفر منذ نحو ثمانية أشهر".

#فيديو | لحظة اعتقال المعلمة إيمان عبد المهدي الزهور من منزلها في بيت كاحل غرب الخليل، كما اعتقلت قوات الاحتلال شقيقتيها صباح اليوم. pic.twitter.com/w7MhyC0B8m

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 12, 2025

ويروي عبد المهدي الزهور أنّ "العائلة في البداية اعتقدت أنّ قوات الاحتلال اقتحمت منزل إيمان لتنفيذ عملية تفتيش فقط كون زوجها معتقلاً، لكنّها فوجئت بعد نصف ساعة من اقتحام المنزل باعتقال إيمان وتكبيل يدَيها أمام أبنائها الستّة، الذين عاشوا لحظات رعب خلال الاقتحام"، مضيفاً أنّ من بين أحفاده، أبناء إيمان، "يحيى تلميذ الثانوية العامة، وأربعة آخرين أصغر سنّاً، أصيبوا بهلع شديد، خصوصاً أنّ والدتهم تعاني من حالة صحية، الأمر الذي يجعل اعتقالها خطراً عليها".

وبالتزامن مع اقتحام منزل إيمان، كانت قوّات الاحتلال تقتحم كذلك منزل شقيقتها أفنان الزهور. وأفنان أمّ لخمسة أبناء، من بينهم الرضيع يوسف الذي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر والذي يحتاج إلى عناية خاصة كونه حديث الولادة. بدورها، تعمل أفنان مدرّسة مع وزارة التربية والتعليم في الخليل.

وفي أثناء اقتحام منزلَي أفنان وإيمان، كانت قوّة ثالثة من الاحتلال تقتحم منزل شقيقتهما إيناس الحامل في شهرها الثالث. فاعتقلتها، لتترك خلفها طفلاً لم يبلغ العامَين من عمره بعد. وتفيد العائلة بأنّ "إيناس تعاني من مشكلات صحية تجعلها غير قادرة على تحمّل ظروف الاعتقال، وهي ملزمة بمتابعة علاج دوائي مثبّت للحمل". وإيناس مدرّسة كذلك، تعمل في مركز تربوي يتضمّن روضة أطفال مرخّصة رسمية، غير أنّ قوات الاحتلال اقتحمت المركز وأغلقته وصادرت منه أجهزة وغير ذلك.

يلفت عبد المهدي الزهور إلى أنّ "بناتي الثلاث لا يأتينَ بأيّ نشاط سياسي، ولا يشاركنَ في أيّ عمل يؤثّر على الأمن، فيما تدّعي سلطات الاحتلال خلاف ذلك. لكن، على الرغم من ذلك، اعتُقلن من دون سبب موجب، واضطررنَ إلى ترك أبنائهنّ في ظروف نفسية صعبة". يتابع أنّ "اعتقالهنّ جعل العائلة في حالة صدمة وقلق شديد وسط مخاوف من ظروف اعتقالهنّ".

واعتادت عائلة الزهور دفع ثمن باهظ مراراً على خلفية اعتقالات الاحتلال المتكرّرة لأفراد منها. فوالد الشقيقات الثلاث عبد المهدي قضى نحو عشر سنوات في الاعتقال على فترات متقطّعة، إذ اعتُقل 12 مرّة، آخرها في عام 2023 عندما قضى 16 شهراً ليُفرَج عنه قبل نحو شهرَين. وخلال اعتقاله، تعرّض لاعتداءات، ولا سيّما الضرب والتنكيل فيما خسر 30 كيلوغراماً من وزنه وأُصيب كذلك بالجرب.

في هذا الإطار، يخبر عبد المهدي الزهور أنّ ابنه الأكبر حمزة اعتُقل في السابق أربع مرّات، آخرها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 - 19 يناير/ كانون الثاني 2025)، وقضى ما مجموعه خمس سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ولا تتوقّف قوات الاحتلال عن ملاحقة عائلة عبد المهدي الزهور، إذ اقتحمت منزله قبل نحو أسبوع واعتقلته لساعات عدّة، وقد تعرّض للتهديد والشتم والتحقيق من دون أيّ سبب موجب، ثمّ أُفرج عنه لاحقاً، بحسب ما يروي. ويعبّر عن ألمه إزاء اعتقال بناته الثلاث، قائلاً: "لا أستطيع أن أتخيّل بناتي وهنّ يُقتدنَ في آليات الاحتلال العسكرية، ويُعتقلنَ ولو لساعة واحدة، لأنّني أعرف جيداً ظروف الاعتقال والسجون التي لا يتحمّلها حتى الرجال أحياناً، فكيف بهنّ وهنّ نساء ولديهنّ ظروف اجتماعية وصحية صعبة".

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال يتخطّى 9500، وذلك حتى بداية شهر مارس/ آذار الجاري، علماً أنّ عدد الأطفال من بينهم يتخطّى 350، ويبلغ عدد النساء 21، فيما عدد المعتقلين الإداريين 3405. أمّا معتقلو قطاع غزة الذين صنّفتهم إدارة سجون الاحتلال "مقاتلين غير شرعيين"، الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال، فعددهم 1555 معتقلاً، علماً أنّ هذا الرقم لا يشمل جميع معتقلي غزة، تحديداً من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، بحسب مؤسسات الأسرى الفلسطينيين.

قراءة المقال بالكامل