فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بناية سكنية مكونة من أربعة طوابق سكنية في مخيم نور شمس شرق طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة. ويأتي ذلك، في ظل استمرار عمليات الهدم والنسف في المخيم، حيث كانت قوات الاحتلال قد أعلنت بداية الشهر الجاري، نيتها هدم 106 مبانٍ في مخيمي نور شمس وطولكرم.
وقالت نهاية الجندي، الناشطة من مخيم نور شمس لـ"العربي الجديد"، إن "البناية التي فجرها الاحتلال اليوم، تقع في حارة المنشية وكانت قد تعرضت لهدم أجزاء منها بجرافات الاحتلال، ليقوم اليوم بنسفها بالمتفجرات". وأشارت الجندي إلى أن الاحتلال منذ إعلانه نيته هدم 106 مبانٍ بينها 48 في مخيم نور شمس؛ هدم وفجر العديد من المباني بما مجموعه 18 وحدة سكنية، ورغم إعلان خريطة للمباني المنوي هدمها، إلا أن جزءا مما هدم فعليا لم يكن قد أدرج ضمن الخريطة.
وأكدت الجندي أن قوات الاحتلال كانت قد أحرقت أمس، منزلا في ذات الحي؛ المنشية، وأن جرافات الاحتلال تقف عند الشارع الرئيسي، ويتوقع الأهالي أن تدخل لتكمل الهدم في أي لحظة. وحول عمليات إخراج الأهالي لمحتويات وأثاث منازلهم، قالت الجندي: "إنها عملية صعبة على الأهالي، حيث يتم إبلاغ عدد محدد من الأهالي في كل يوم بالسماح لهم بالدخول لإخراج أثاثهم، لكن يتم طلب أرقام بطاقات هوية من سيدخلون وتحديد عددهم، ورقم لوحة المركبة التي ستنقل الأثاث".
وتابعت الجندي: "ولكن تلك المركبات لا تستطيع الوصول إلى المنازل بسبب طبيعة شوارع المخيم الضيقة، وكذلك بسبب تخريب الاحتلال للشوارع والبنية التحتية بشكل كامل بحيث تبقى مركبات النقل عند الشارع الرئيسي، ويقوم الأهالي بحمل أغراضهم لحين الوصول إلى الشارع، وبسبب ذلك فإن جزءا من الأثاث تعرض للتلف، والجزء الآخر لم يتمكن أصحابه من إخراجه، وهم بأمس الحاجة إليه بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، ولأنهم يريدون الاحتفاظ بذكرياتهم".
في سياق آخر، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت عدة شبّان من وسط مدينة طولكرم عُرف منهم: عمر بدران، والصحافي محمود قزموز. ويواصل الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم منذ 104 أيام، ومخيم نور شمس منذ 91 يوما. وبحسب اللجنة الإعلامية لطولكرم، فقد أخطرت قوات الاحتلال الليلة الماضية، بإخلاء مزيد من البنايات السكنية في الحارة الشرقية بمحيط مخيم طولكرم، وهي عمارة أبو صفية ومنزل عائلة أبو عقل، حيث أمهلهم الاحتلال يوماً واحداً للمغادرة.
وأكدت اللجنة أن عدة انفجارات دوت خلال ساعات الليل وفجر اليوم داخل المخيمين، بالتزامن مع إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية وإطلاق طائرات التصوير.
وتركزت عمليات الهدم في مخيم نور شمس في حارات: المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء، ضمن خطة الاحتلال لهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس. وقالت اللجنة في بيانها: "إن عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وتسبب بدمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة".
كما تسبب العدوان بحسب إحصاءات اللجنة في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليًا، و2573 منزلًا جزئيًا، إلى جانب إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، ما حولهما إلى مناطق معزولة خالية من مظاهر الحياة.
