الاحتلال يقرر بناء جدار أمني على الحدود مع الأردن

منذ ٤ ساعات ١٧

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الوزاري للشؤون الأمنية - السياسية الإسرائيلي "الكابينت" صدّق، أمس الأحد، على بناء جدار أمني على الحدود مع الأردن. فيما توقعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أن يكون مصيره الفشل. وقالت القناة "12" العبرية (خاصة) إن (الكابينت) صدّق على خطة لإقامة حاجز أمني بطول 425 كيلومترًا على طول الحدود الشرقية مع الأردن. وأرجعت القناة هذه الخطوة إلى ما قالت إنهما حادثتا تسلل وقعتا خلال الأيام الأخيرة، وتمكن خلالهما أجانب من دخول إسرائيل دون أن ترصدهم السلطات.

وأضافت أن القرار اتخذ بعد حادثتي اختراق أمنيتين "خطيرتين" خلال الساعات الـ48 الماضية، إذ ضُبط اثنان من المتسللين من سريلانكا صباح الأحد، داخل بلدة "يردنا"، بعدما قطعا البلدة كاملة دون أن يرصدهما أحد. كذلك ادعت أن أردنياً تسلل دون تفعيل أي من أنظمة الإنذار، واعتُقِل لاحقاً قرب مستوطنتي شاعار هغولان ومسادا القريبتين من الحدود مع الأردن.

ومشروع بناء الجدار يتضمن بناء حاجز مدعوم بأجهزة استشعار وأنظمة إنذار وغرف قيادة وتحكم، إضافة إلى انتشار وحدات سريعة الحركة، وفق القناة. وتشمل المرحلة الأولى من المشروع، الذي صاغته وزارة الأمن الإسرائيلية، إقامة منظومة حماية متعددة الطبقات على امتداد 425 كيلومترًا من جنوب الجولان السوري المحتل حتى شمال إيلات (على طول الحدود مع الأردن). ويتضمن أيضاً، وفق القناة، نشر وحدات وصفت بأنها "نخبة مدنية وعسكرية". ولم تصدر على الفور إفادة رسمية إسرائيلية، لكن الحكومة تحدثت مراراً عن اعتزامها بناء جدار على الحدود مع الأردن. وحتى الساعة 21:30 "ت.غ" لم تعقب السلطات الأردنية.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تواصل فيه إسرائيل للشهر العشرين حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، إضافة إلى عدوان عسكري في الضفة الغربية المحتلة. ومساء الأحد، قالت "حماس"، في بيان عبر "إكس"، إن هذا الجدار "لن يشكل له (الاحتلال الإسرائيلي) حماية من تداعيات جرائمه وبطشه المتصاعد ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وتابعت أن "مخططاته الاستيطانية ستزيد من إصرار شعبنا على طريق المقاومة سبيلاً ناجعاً لتحرير فلسطين". وأضافت حماس: "فشلت مشاريع الجدار الأمني التي بناها الاحتلال سابقاً، في مواجهة المقاومة وغضب شعبنا الذي لا ينطفئ إلا بطرد المحتل واستعادة حقوقه التاريخية". ومضت الحركة قائلة: "ونؤكد أن هذا الفشل سيتكرر أيضاً مع الجدار الأمني الجديد". وأردفت: "أمام مخططات الاحتلال وجرائمه المتزايدة، ندعو إلى موقف عربي وإسلامي موحد وقوي وضاغط على الاحتلال لإفشال مشاريعه الاستعمارية ومخططاته بالتوسع والسيطرة في المنطقة".

وفكرة بناء الجدار على طول الحدود مع الأردن ليست جديدة، إذ سبقت اندلاع الحرب على غزة بشهر، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 3 سبتمبر/ أيلول 2023، أن حكومته ستبني جداراً على طول الحدود مع الأردن. وفي تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، كتب نتنياهو: "لقد دشنا جداراً على حدودنا الجنوبية مع مصر، ومنعنا عمليات التسلل من هناك، ولولا هذه الخطوة لتسلل إلى إسرائيل أكثر من مليون أفريقي، وهذا كان سيفضي إلى تدمير دولتنا". وأضاف: "الآن سنقيم جداراً على حدودنا الشرقية مع الأردن لضمان عدم التسلل عبرها".

ورداً على ذلك، وجّه النائب في البرلمان الأردني، المحامي صالح العرموطي، في رسالة إلى الحكومة نشرها في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، سؤالاً نيابياً إلى رئيس الوزراء السابق بشر الخصاونة، حول الإجراءات التي اتخذتها حكومته بعد إعلان دولة الاحتلال عزمها على تدشين جدار على طول الحدود مع الأردن. وفي حينه، قال الباحث الاستراتيجي الأردني عامر السبايلة، لـ"العربي الجديد"، إنّ قضية بناء الجدار ليست غريبة عن العقلية الأمنية الإسرائيلية، فهي مطبقة مع مصر. ورأى السبايلة أن الجانب الإسرائيلي يحاول إشاعة انطباع بأن الخطر يأتي من جهة الأردن، تزامناً مع حديثه عن تهريب سلاح، واختراق إيراني، وهذا واضح في الروايات الكثيرة في الإعلام الإسرائيلي في الفترة الاخيرة، ومنها قضية النائب عماد العدوان الذي اتهم بتهريب السلاح في إبريل/ نيسان 2023.

(الأناضول، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل