الاقتصاد يحاول التعافي في طرابلس بعد التهدئة

منذ ٥ ساعات ٧

بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى عدد من مناطق العاصمة الليبية طرابلس، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى اشتباكات مسلحة شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين.

وشهدت شوارع العاصمة حركة سير محدودة، وسط انتشار أمني واضح في عدة مواقع رئيسية، في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية وطمأنة المواطنين. وأفاد شهود عيان بعودة عدد من المخابز لمزاولة نشاطها، بعد توقف استمر أكثر من 24 ساعة.

وقال محمد شلابي، صاحب مخبز في وسط طرابلس، لـ "العربي الجديد" إن المخبز استأنف عمله صباح الخميس، لكنه أشار إلى أن الإقبال ما زال ضعيفًا، في ظل استمرار المخاوف من تجدد التوترات.

كما شوهد بعض الباعة المتجولين وهم يعرضون الخضروات والمستلزمات اليومية في مناطق متفرقة من العاصمة، في مؤشر على محاولة استعادة النشاط التجاري الشعبي، رغم الترقب السائد. صالح التير، بائع متجول، رأى أن "الوضع يتحسن نوعًا ما"، مضيفًا "نحتاج فقط إلى بضعة أيام من الهدوء، والناس ستعود تدريجيًا إلى الشوارع وقال لـ "العربي الجديد" هناك إقبال كبير من قبل المواطنين على شراء الخضروات والفواكه بخلاف ما كان سائد قبل الاشتباكات المسلحة.

تأزم الاقتصاد

وأشار حسين التومي، الذي يعمل في خدمات التوصيل، إلى أن حجم الطلبات الخميس كان مرتفعًا بشكل ملحوظ، سواء من المقاهي أو لشراء سلع غذائية من بعض المحال التجارية والصيدليات. وأضاف لـ "العربي الجديد" أن حركة السير عادية، مؤكدًا أن الدخول إلى وسط العاصمة والخروج منها بات متاحًا بشكل طبيعي.

وفي هذا السياق، تحدث محمود شكر، سائق سيارة أجرة، لـ "العربي الجديد" عن تعرض سيارته للاحتراق نتيجة الاشتباكات، موضحًا أنها كانت مصدر دخله الوحيد لإعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد. ولم تصدر حتى الآن إحصائية رسمية بحجم الأضرار المادية أو عدد المتضررين جراء الاشتباكات.

قال المحلل الاقتصادي علي الرقيعي لـ "العربي الجديد" إن الاشتباكات الأخيرة خلفت أضرارًا كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، مشددًا على ضرورة وضع حلول عاجلة للأسر المتضررة. كما أوضح أن الأسواق والخدمات العامة استأنفت نشاطها إلى حدٍّ كبير. ولفت إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض السلع الأساسية، خاصة غاز الطهو، في عدد من المناطق، وسط غياب واضح لسلطة القانون والرقابة على الأسعار.

وفي سياق متصل، أصدر مصرف ليبيا المركزي، ، تعليمات إلى المصارف التجارية للسماح للمستفيدين من سحب السيولة النقدية من أي فرع، نظرا لما تمر به مدينة طرابلس من أوضاع أمنية قد تحول دون تمكن المواطنين من الوصول لبعض الفروع الواقعة في أماكن الاشتباكات.

ودارت مواجهات أمس الأربعاء بين "اللواء 444" التابع للحكومة الوحدة الوطنية و"جهاز الردع" التابع للمجلس الرئاسي على خلفية قرار صدر من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بحل الجهاز، مخلفة قتلى وخسائر مادية، ثم عاد الهدوء النسبي للعاصمة بإعلان وزارة الدفاع في حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي وقف إطلاق النار. 

قراءة المقال بالكامل