يزيّن طبق البازين التقليدي في ليبيا موائد المحتاجين في العاصمة طرابلس خلال شهر رمضان بفضل حملات المتبرعين، لتوزيعها على الفقراء طيلة الشهر الفضيل. وكما جرت العادة في كل عام، يتم إعداد 2000 وجبة يومياً في منطقة تاجوراء بطرابلس، لتُوزع على العائلات المحتاجة قبل الإفطار، كما تُقدم لأي شخص يرغب دون النظر إلى حالته المادية.
وفي موقع الطهي الذي أنشأه سكان تاجوراء، يعمل المتطوعون إلى جانب الطهاة لتحضير هذا الطبق التقليدي. كما يساهم المتبرعون الليبيون في تغطية تكاليف المواد الغذائية ليوم واحد أو عدة أيام، كما يتبرعون بجزء من المكونات اللازمة للطهي. إذ يُحضّر "البازين"، الطبق التقليدي الليبي، من دقيق الشعير الكامل الذي يُعجن بالماء المغلي وفق الطرق التقليدية، ثم يُقدَّم مع حساء مصنوع من العدس والفول. ويمكن إضافة اللحم المسلوق والبطاطس حسب الرغبة.
يقول الطاهي محمد عبد الهادي عمران الذي عمل في أشهر المطاعم الليبية ويأتي في شهر رمضان متطوعاً لإعداد طبق البازين، عن مراحل إعداد هذا الطبق التقليدي: "البازين هو طبق ورثناه عن أجدادنا. نبدأ في تحضيره اعتباراً من اليوم الثاني من رمضان. الناس يتبرعون بالمكونات الأساسية مثل الفول، العدس، البصل، الطماطم، الزيت، والمواد الغذائية الأخرى". ويبدأ الطهاة بحسب عمران، بالتجمع بعد صلاة الظهر، من أجل إعداد الوجبات.
2000 طبق يومياً من البازين في رمضان
وأوضح عمران أن البازين من الأطباق المفضلة لدى الليبيين، خاصة خلال شهر رمضان عند الإفطار، وهو طبق مشهور في جميع مدن البلاد. وأفاد بأنهم يُعدّون يومياً وجبات تكفي لـ2000 شخص، وأشار إلى أن بعض المحتاجين يأتون من مناطق بعيدة للحصول على هذه الوجبة للإفطار. ويشرع الطهاة والمتطوعون بتوزيع طبق البازين بعد صلاة العصر.
من جهته، يشارك عبد السلام محمد منذ أكثر من عشر سنوات في إعداد وجبة البازين خلال شهر رمضان تطوعياً. لافتاً إلى أن البازين يُعد طبقاً رئيسياً في المطبخ الليبي، إذ يُحضّر عن طريق إضافة الدقيق إلى الماء المغلي في القدور وتحريكه حتى يصبح عجيناً جاهزاً للتقديم. وأضاف أن كل قدرٍ من البازين يكفي لإفطار نحو 200 شخص.
ويعتبر طبق البازين من الأكلات الغنية بالطاقة نظراً لاحتوائه على الشعير (الكاربوهيدرات) والبروتينات، ويُعد وجبة مشبعة ومثالية خلال شهر رمضان. ويُقدم طبق البازين أيضاً في المناسبات العائلية والتجمعات الكبيرة. ويُعتبر من الأطباق الشعبية الأكثر انتشاراً في مختلف المدن الليبية، خاصة في المنطقة الغربية.
(الأناضول)
