التقنيات الحديثة والأخلاق.. جدل فلسفي في الصالون الثقافي بمعرض الكتاب

منذ ٢ شهور ٢٩

كتب- أحمد الجندي:

تصوير- محمود بكار:

استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة بعنوان “هل انتهى عصر الأخلاق؟”، وذلك ضمن محور “المجتمع الرقمي”، حيث أدار اللقاء الإعلامي حسام الدين حسين، بمشاركة نخبة من المفكرين والمتخصصين.

افتتح حسين الجلسة بالترحيب بالحضور والمتحدثين، مؤكدًا أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد من أهم الفعاليات الثقافية في الشرق الأوسط مشيراً إلى أن الندوة تناقش قضية جوهرية تتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على القيم الأخلاقية، متسائلًا: هل تؤدي التقنيات الحديثة إلى تراجع الأخلاق أم أنها مجرد أداة بيد الإنسان؟

من جانبه، تناول الدكتور أحمد عبد الحليم عطية، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، الأبعاد الفلسفية للقضية، موضحًا أن الأخلاق ليست حكرًا على العلاقات بين البشر، بل تشمل التعامل مع البيئة والمجتمع والتكنولوجيا، وقسم التطور الفكري للأخلاق إلى ثلاث مراحل:

1. مركزية الإنسان التي ركزت على الذات البشرية.

2. مركزية الكون التي تعنى بعلاقة الإنسان بالطبيعة.

3. مركزية التقنية التي برزت مع الطفرة التكنولوجية الحديثة.

وأشار "عطية" إلى أن هناك مخاوف من تحول الذكاء الاصطناعي إلى “قوة مستقلة قد تحمل الشر”، لكنه يرى أن الحل يكمن في تحقيق توازن بين التطور التكنولوجي والقيم الإنسانية.

أما الدكتور عبد الرحيم دقون، أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس، فقد أكد أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي والأخلاق أصبح أمرًا ملحًا مع التقدم التقني السريع، وتساءل: هل نحن بصدد “ما بعد الإنسان” حيث تفقد البشرية مركزيتها لصالح الآلة؟

وأوضح "دقون" أن هناك تحيزًا رقمياً في بعض التطبيقات التكنولوجية، حيث يتم توظيف الذكاء الاصطناعي أحيانًا لتعزيز السلطة والتمييز، مشيرًا إلى مفهوم “خوارزمية السلطة” التي تتحكم في البيانات والمعلومات بما يخدم مصالح معينة.

وفي سياق متصل، تحدث المستشار أبوبكر الديب عن العلاقة بين الفلسفة والتقنية، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يواجه تحديات تتعلق بالشفافية والحياد.


التقنيات الحديثة والأخلاق.. جدل فلسفي في الصالون الثقافي بمعرض الكتاب
قراءة المقال بالكامل