"الجدران المفتوحة"... استعادة بيروتية لروّاد التشكيل اللبناني

منذ ٤ ساعات ١٩

"الجدران المفتوحة" هو العنوان الذي اختارته "الجامعة الأميركية" في بيروت لـ معرض افتُتح الأربعاء الماضي، في الغاليري الواقع داخل حرَمِها، وتُتيح من خلاله أعمالاً من مجموعتها الفنّية الخاصة، إضافة إلى أعمالٍ من مجموعات: "مؤسسة جبران طرزي"، و"متحف بيروت للفنّ الحديث والمعاصر" (بيما)، ومنصة "TAP"، ويتواصل حتى آذار/ مارس من العام المُقبل.

يهدف المعرض، وفقاً للقائمين عليه، إلى "تعزيز الحوار بين عصور تاريخية ومدارس وتقاليد فنية متعدّدة، وفنّانين ينتمون لأجيال مختلفة، في محاولة لتسهيل التبادل بين المؤسّسات والهيئات وجامعي الأعمال الفنية في لبنان والمنطقة".

وتُعدّ المجموعة الفنّية الدائمة لـ"الجامعة الأميركية" في بيروت نتاجاً لجهود عديدة، حيث تعود المحاولة الأولى لتأسيسها إلى بداية السبعينيات، حين افتُتحت الصالة الفنية التي سرعان ما تضرّرت بفعل الاحتجاجات الطلابية عام 1974، ضدَّ ارتفاع الأقساط، حيث احتلّ الطلاب مبنى "الكوليج هول"، ثم بدء الحرب الأهلية اللبنانية، في العام التالي، والتي استمرّت لخمسة عشر عاماً. وظلّ الحال على ما هو عليه حتى عام 2011، حين تبرّع سمير صليبي بمجموعة لوحات وقّعها تشكيليون لبنانيون روّاد مثل خليل صليبي (1870 - 1928)، وصليبا دويهي (1915 - 1994)، وعمر أنسي (1901 - 1969)، وسيزار جميل (1898 - 1958).

يتضمّن أعمالاً لـ خليل صليبي وصليبا دويهي وجبران طرزي وآخرين

ويُضيء المعرض، عبر مجموعة "مؤسسة جبران طرزي"، إرث الفنّان (1944 - 2010)، الذي وُلد في دمشق لأسرة عريقة من الحِرفيّين، قبل أن ينتقل إلى لبنان عام 1959. واشتُهر طرزي بإسهاماته في الفن التجريدي الهندسي والفن العربي الحديث، ودمج في أعماله الحِرف التقليدية وأساليب التشكيل الحديث. كما يُتيح المعرض كتاباً عن الفنّان بعنوان "جبران طرزي: سيرة إبداع فنّي مشرقي" للباحث والناقد العراقي خضير الزيدي.

ومن أبرز البورتريهات التي يتضمّنها المعرض واحدٌ لأحمد فارس الشدياق، من توقيع حبيب سرور (1860 - 1938)، ويظهر فيه العلّامة مُمسكاً بـ"الجوائب"؛ الصحيفة التي أسّسها في مصر عام 1881. وآخَر لرئيس بلدية بيروت ومؤسِّس صحيفة "ثمرات الفنون" عام 1885، المُصلِح عبد القادر القباني، أنجزه مصطفى فروخ (1901 - 1957)، وفيهما يتجلّى الأسلوب الكلاسيكي الذي ينقل الملامح بدقّة، ويمتزج مع أعمال خليل صليبي المركزية في المعرض، والتي تكشف عن انطباعية واضحة في نقل المشاهد الطبيعية، وتنفتح أيضاً على الجسد العاري للرجال والنساء على حدّ سواء.

وإلى جانب الأعمال التشكيلية، يُتيح "الجدران المفتوحة" مقاطع وتسجيلات فيديو، وكتباً حول تاريخ الفنّ ونظرياته، وصوراً فوتوغرافية، التقطها فريد الحداد ومارييت تشارلتون ودافيد كوراني، نجد أغلبها بالأبيض والأسود، وتعكس جوانب من شارع بلِس، الواقع في منطقة رأس بيروت، بما فيه حرم الجامعة ببوّابتها وأبنيتها، وبرج الساعة الشهير الذي يتوسّط الساحة.

قراءة المقال بالكامل