الجزائر: استسلام عناصر مجموعة مسلحة لقوات الجيش جنوبي البلاد

منذ ٤ ساعات ٨

أعلنت السلطات في الجزائر استسلام مجموعة مسلحة تضم أربعة عناصر كانت تنشط جنوبي البلاد وفي منطقة الساحل، في أول عملية استسلام لعناصر مجموعة كاملة منذ سنوات، فيما اعتقلت 16 من عناصر شبكات دعم الإرهاب منذ بداية الشهر الجاري.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، اليوم الاثنين، بأن أربعة مسلحين سلموا أنفسهم إلى السلطات العسكرية في ولاية برج باجي مختار، المنطقة العسكرية السادسة، أقصى جنوب الجزائر قرب الحدود مع دولة مالي، وهي منطقة تماس ساخنة مع منطقة الساحل وشمال مالي.

وكشف البيان عن هوية المسلحين الأربعة وهم: إيدابير إيغلس المكنى "أبو مريم"، وبربوشي سيدي المكنى "طارق"، ومخطاري أبو بكرين المكنى "المثنى"، والعمراني عبد الله المكنى "أبو موسى"، وفي الغالب، يتخذ عناصر الجماعات المسلحة التي تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات الرديفة كنية تستخدم للاتصال والتواصل بين المسلحين لإخفاء الأسماء الحقيقية. ولم تكشف السلطات الجزائرية تفاصيل عن آلية استسلام هؤلاء المسلحين وطرق الاتصال والترتيبات التي جرت بينها وبين المسلحين، وما إذا كانت المبادرة طوعية من المسلحين أنفسهم، أم عبر وساطات قبلية ونشطاء لترتيب عمليات الاستسلام.

وسلم المسلحون إلى السلطات أربع قطع أسلحة رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة كانت بحوزتهم، وتمثل هذه العمليات النوعية، بحسب بيان الجيش الجزائري، "فعالية المقاربة التي تعتمدها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي قصد القضاء على ظاهرة الإرهاب واستتباب الأمن والطمأنينة في كامل أرجاء البلاد"، ويقصد بها نجاح السلطات العسكرية والأمنية في إقناع عدد كبير من عناصر الجماعات المسلحة في جنوب وشمال البلاد بوقف النشاط المسلح وتسليم أسلحتهم، مقابل الاستفادة من تدابير العفو وقانون المصالحة الوطنية الذي تستمر السلطات في تطبيقه منذ عام 2005.

وبذلك، يرتفع عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم للجيش منذ بداية شهر مارس/ آذار الجاري إلى سبعة عناصر، كلهم في المنطقة نفسها (برج باجي مختار)، إذ كان ثلاثة مسلحين وهم: العربي لادمي المكنى "صدام"، وإيتا لمين المكنى "حذيفة"، وبن خية سيويت المكنى "أبو داود"، قد سملوا أنفسهم للسلطات العسكرية على فترات متقاربة بين الثاني والخامس من مارس الجاري، كما سلموا أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم. وفي نفس الفترة، ألقت قوات الجيش القبض على مسلح آخر كان اسمه على لائحة المبحوث عنهم، يدعى مالاوي الطاهر، خلال عملية تمشيط في إطار مكافحة الإرهاب في منطقة تمنراست جنوبي الجزائر، وعثر بحوزته على قاذف صاروخي وقطع كلاشينكوف وبندقية رشاشة وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى، كما كانت وحدات الجيش الجزائري قد تمكنت من توقيف 16 عنصراً ينشطون في شبكات دعم الجماعات الإرهابية في غضون الأسبوع الماضي.

ويلاحظ أن أغلب عمليات توقيف أو استسلام المسلحين تحصل في مناطق جنوب البلاد المتاخمة لمنطقة شمال مالي أو النيجر، وهي مناطق ساخنة ما زالت تتمركز وتنشط فيها مجموعات مسلحة تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين، والتي تستقطب المسلحين الجزائريين الذين يلجأون إلى منطقة الساحل، بعد تضييق قوات الجيش وإحكام قبضتها على الحدود والمناطق الجنوبية، خاصة منذ إطلاق الجيش عملية "اجتثاث الإرهاب" في أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

قراءة المقال بالكامل