عينت الجزائر سفيرا جديدا لها في دمشق، في مسعى لإعادة ترتيب العلاقات مع السلطة الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الأسد، فيما يواصل الفريق التقني التابع لشركة الكهرباء الجزائرية عمله في سورية للمساعدة في إصلاح محطات توليد الكهرباء. وعُين الدبلوماسي عبد القادر قاسمي الحسيني، سفيرا للجزائر في دمشق، قادما من الكويت حيث عمل سفيرا هناك حتى تعيينه الأخير. ويحل الحسيني في دمشق محل السفير كمال بوشامة الذي نقل إلى بيروت، مباشرة بعد الإطاحة بنظام الأسد، وبعد أقل من عام من تعيينه.
وتأتي الخطوة في سياق مساعي الجزائر لإعادة ترتيب علاقاتها مع دمشق، والعمل مع النظام الجديد في سورية، لطي صفحة سابقة، كان ينظر فيها إلى المواقف الجزائرية على أنها داعمة لنظام الأسد. وبدأت المساعي منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، حين زار وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف دمشق للمرة الأولى بعد سقوط نظام الأسد، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وعرض إمكانية تقديم مساعدة سياسية لدمشق من قبل الجزائر التي تشغل في الوقت الحالي مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، من خلال مبادرات لرفع العقوبات القائمة عن سورية، والدفاع عن المصالح السورية ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي نفس السياق، كان وزير الخارجية الجزائري قد التقى الأحد الماضي في إسطنبول التركية، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وذلك على هامش الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وبحسب بيان للخارجية الجزائرية "بحث اللقاء سُبل مواصلة تجسيد التزامات الجزائر بدعم ومرافقة الجمهورية العربية السورية خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، سواء من موقع الجزائر بمجلس الأمن الأممي أو عبر تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الحيوية وذات الأولوية بالنسبة للجانب السوري".
وكانت وزارة الطاقة الجزائرية قد أوفدت الخميس الماضي فريقا من الخبراء والمهندسين التابعين لشركة الكهرباء الحكومية، (سونلغاز) إلى سورية، للمساعدة في وضع خطة لإصلاح وصيانة شبكة الكهرباء، بناء على مباحثات جرت الأسبوع الماضي بين وزير الطاقة الجزائرية محمد عرقاب ونظيره السوري محمد البشير.
